قد يبدوا الزواج من جنسية أخرى أمر مختلف ولطيف، ومغامرة ممتعة، مليئة بالاختلافات التي قد تبدو مثيرة وحماسية، لاسيما وأنها تشعل الحواس والعواطف بشكل مختلف وترفع الدوبامين إلى أقصى الحدود، لكن الواقع مختلف تمامًا إن لم نقل أنه النقيض حرفيا، فالزواج عقد قران كينونتين و قصة إلتحام نفسي عقلي،و ليس مجرد قصة حب، إنه الحياة الأخرى على الأرض حيث التفاصيل اليومية، العادات، الغة، الديانة، القوانين، الأذواق والتفضيلات ....
المشكلة تبدأ حين تكتشف أن ما كان “لطيفًا” في فترة التعارف يتحول هو نفسه إلى مسبب للصراعات العنيفة بعد الزواج، وتصبح الفوارق التي كانت بتعث على الفضول هي نفسها التي تسبب سوء الفهم، مثل مفهوم الخصوصية ومستوياتها، طرق التعبير والترميز، أساسيات التربية، نوع اللغة، هل يتربون على لغة الأم أم لغة الأب؟ دين الأم أم دين الأب؟ هل يتبعون عادات هذا المجتمع أم ذاك؟
ثم تأتي المشاكل القانونية: تجنيس أحد الشريكين لصالح الأخر، وتنازل أحدهما للذهاب لبلد الأخر ، جنسية الأطفال، حق الإقامة، الميراث.، ناهيك عن مشاكل العنصرية الخفية التي قد يواجهها أحد الطرفين داخل مجتمع الآخر.
لهذا أقول بيني وبين نفسي: لا زواج من جنسية أخرى إلا إذا كان بيننا اتفاق واضح وصادق على هذه النقاط كلها، و إلا إذا كنا مستعدين للتنازل والتفاهم بضمانات حقيقة. أنت شخصياَ هل تتزوج من جنسية أخرى؟ بأي شروط؟
التعليقات