غالبا ما يقال في اوساطنا عن الشاب الذي يريد أن يمتلك فيلا مثلا وسيارة فارهة ويزيد من أرصدته في البنوك بالطموح. وكلما ازدادت لديه إرادة الثراء وتحقيق هذا الثراء نمدحه ولا نعيبه. الطموح صفة إيجابية نحتاجها ونمتدحها.

ولكن على الجانب الآخر هناك صفة نقيض لها ونمدحها أيضا وهي القناعة ويعرفها أحد أثرياء مصر سميح ساويرس بعكس تعريفنا للطموح! في لقاء له يقول بأن القناعة كنز لا يفنى وهي عدم الاحتياج أو عدم وجود الاحتياج أصلا وهو شعور داخلي في الأساس. وهو الشعور بالاكتفاء ويضرب مثل بهذا الاحتياج بمن لا يكتفي بسيارة بل يبتاع أخرى ولا يكتفي بيخت بل يشتري آخر أغلى منه. وذلك لأنه لا يشعر بأنه غني بما فيه الكفاية فيعوض هذا الإحساس بزيادة الممتلكات.

قول رجل الأعمال يوافق قول الشاعر في القناعة:

والنفس راغبة إذا رغبتها .... وإن هي ترد إلى قليل تقنع

فالنفس تريد أن تحوز من الدنيا على قدر ما تستطيع لا ما تحتاج فقط ولكن حينما نصدها ونسيطر عليها بالعقل ترضى بالقليل وتقنع به.