.................وفوق مشاكل الشباب يا أحبني، بعد هموم البطالة والارتباط ، ومخاوف المستقبل ومطاردة الأحلام التي تهرب منه كلما اقترب منها، هناك مشكل أخر لا يتحدث عنه أحد، هو ذلك الأرق الذي يصيب الشاب في بداياته عن كيف يساعد أهله ماديا دون أن يتم تغفيله وإمتصاص دمه وعرق جبينه، وكيف يسهل الحياة على من هم حوله، خصوصا أولئك الذين بذلوا كل ما لذيهم ليصل إلى بر الأمان، ويتكون وينجح ويصبح على ما هو عليه ، لكن كيف يكون حذرا في أن يعطي في الحدود المعقولة التي تحصنه من الاستغلال والكدح دون أن ينال التقدير الذي يستحقه.
يجد الشاب نفسه حائر فيما الذي يجب تقديمه كمساعدات ( نوعية المساعدات نفسها ومستواها)، ومالذي لا ينبغي تقديمه؟؟؟؟، خصوصاً إذا كان يعرف أن هناك من يسترخص جهده، ومن يتعامل مع مبادراته ومساعداته كأمر مسلم به لا يُشكر عليه أصلا.
كإمرأة هذا يزيد المشكلة أكثر، ويجعلها تدخل في أسئلة مختلفة تماما، أسئلة من نوع: هل إذا ساهمت في الإنفاق سيتم الاعتماد علي طول الوقت بعدها وبالتالي سأفقد الأمان الذي كنت فيه في الأصل؟ ماذا لو استغل أخي أو أبي هذه المساعدة وأصبح يعتبرها أمراً مسلماً وحرمني لاحقاً من أبسط أمتيازاتي المادية بين اخوتي ؟، ماذا لو حدث ما كنت أخشاه و تم التعامل مع مساعداتي المادية كأمر إلزامي في وقت لا أريد تقديمها، هل أخسر علاقتي بأهلي؟ ....وغيرها .
الموضوع قد يتسع منا كثير في هذا، لذلك سأبادر بالسؤال بشكل مباشر:
أين تنتهي حدود مساعدة الأبناء لأباءهم ماليا؟
وماهي ردود الفعل التي ينبغي أن تكون في حال تمادي الوالدين؟
التعليقات