حبس وغرامة عقوبة ترك صلاة الجمعة في ماليزيا!

إذا نترك السارق ونقول عقابه في الآخرة ونترك القاتل ونترك المتحرش وبائع الخمر والزاني ونقول على الله، هو لم يتجه هنا نحو فرض حجاب أو منع اغاني أو فرض ذي هو يعاقب على صلاة الجمعة التي تركها شكك العلماء في كفر فاعله، يوم القيامة سيتمنى أغلبنا لو أن أحدهم رهبه بعقاب دنيوي من ترك الصلاة لأنه تهاونا بعقاب الآخرة جميعاً

في رأيي ليس من حق الدولة أن تضع عقوبة على ترك الصلاة لأن ربنا عز وجل ترك للإنسان حرية الإيمان به أو لا وفرض العقوبة الدنيوية على فعل يتعلق بالإيمان قد يخلق نوع من الإجبار الظاهري دون صدق داخلي والإيمان الحقيقي لا يُصنع بالقوة بل بالفهم واليقين والمحبة والدافع الذاتي لا بالخوف من العقاب الدولة يمكن أن توجه وتعلم وتذكر وتوفر بيئة صالحة لكن لا يمكن أن تُلزم القلب أو تفرض الإيمان بالقوة لأن ذلك سيحول الممارسة الدينية إلى روتين شكلي بلا أثر حقيقي في أخلاق الناس وسلوكهم اليومي

قد يكون في كلامك جزء كبير من الحقيقة، لكن كذلك الإنسان الذي يحافظ على عادة الصلاة سيأتي يوم وينفتح قلبه ليصلي بعمق، لنقل لو تعرض لمشكلة أو مأزق لا يعرف كيف يخرج منه.

لكن من هو بعيد عن أجواء الصلاة أصلاً سيستكبر أن يصلي وسيحاول الاعتماد على ذاته بدل الاعتماد على إيمانه، لذلك من الجيد أن يكون الإنسان قريباً من أجواء الصلاة حتى لو كانت مؤقتاً بدن قلب.

انا لا اريد التقييم سلبا أو ايجابا لهذه الظاهرة انما ساكتفي بالتوصيف بين مشرع يسن القوانين لتصور جمعي يحقق من خلاله مفهوم قيمي طبعا هكذا رؤياه وهي ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا الإسلامية كما هو الحال في فرض الحجاب على النساء مثلا

طبعا استاذ خالد ما تفضلت به من الالتزام الديني شخصي فردي وبين المرء وربه صحيح

ولكن من يحاول جعل بلده ذات طابع إسلامي محققا هوية واضحة وجب عليه فرض قوانين توائم وتلائم شعائر الدين مع لحاظي أن فن الإقناع بالشيء اجدى وارسخ وامتن واقوى ويؤمن ديمومة أكثر

فكيف نعاقب من يترك صلاة الجمعة التي هي فرض الهي عقابه اخروي بيد الخالق بعقاب دنيوي بيدنا نحن المخلوقين البشر؟!

العبادات لله، بيده العقاب على تركها، ولا أحد له حق إننزال العقوبات على الناس بسببها، إلا سواه عز وجل.

ولكن من الناس من يقول إن هذا أمر عادي؛ فكما يضرب الأب ابنه على الصلاة في السابعة تفعل الدولة ولكن مع الكبير ومع تغليظ العقاب؛ فمن سلطة الدولة المسلمة أن تدفع الناس إلى الخير بكل الطرق! ما رأيكم؟

ضرب الأب إبنه على الصلاة في السابعة يدخل في إطار التربية وتنشئته على مبادئ الإسلام منذ الصغر.

ولكن ليس من مهام الدولة أن تعاقب المواطنين على ترك العبادات، (لا إكراه في الدين) بل على الدولة أن تراقب الحقل الديني، من وزارة الشؤون الإسلامية حتى الكتاتيب، مرورا بالمساجد والمدارس، وكل مؤسسة تبث في المجال الديني، لتنقيته من الشوائب، ومنعا للتطرف الديني، وإفشاء الإسلام الصحيح الذي أراده الله لعباده.