قال غابرييل غارسيا ماركيز، وهو يقلب صفحات رواية "التحول" لفرانز كافكا
"لقد سقطت من الفراش بعد قراءة السطر الأول، لقد كنت مدهوشًا... لم أظن أن هناك من يملك قدرة كتابة كهذه."
السطر الأول:
"استيقظ غريغور سامسا ذات صباح، عقب أحلام مضطربة، ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة عملاقة."
صادمة وبسيطة في آنٍ واحد. هذه الكلمات لم تروي قصة غرابة جسدية فقط، بل سردت تجربة إنسانية مأساوية يعيشها كثيرون بيننا.
كم منا في هذا العالم يستيقظ كل يوم ليجد نفسه عاجزًا، محطمًا، غير قادر على التواصل، أو مريضًا، أو فاقدًا جزءًا من ذاته؟ كم من كبار السن والمرضى والأشخاص المختلفين يُعاملون كأنهم حمل زائد على هذا المجتمع، يُدفنون في الملاجئ والمصحات، كأنهم فقدوا حقهم في الحياة والكرامة؟
التحول ليست مجرد رواية عن حشرة، إنها مرآة تعكس اغتراب الإنسان عن ذاته وعن مجتمعه، وحالة الرفض التي يتعرض لها الضعفاء.
فلنفتح أعيننا وقلوبنا، لا لنحكم أو نستبعد، بل لنحتضن الاختلاف والضعف، لأن في رحم هذه المعاناة تكمن إنسانيتنا الحقيقية.
التعليقات