يولد الإنسان باكياً، والأم تصرخ من الألم، والأب المنتظر يتألم في صمت داخلي… مشهد البداية هذا يُخبرنا بحقيقة قاسية: الحياة تبدأ بالمعاناة.

لكن، هذا السواد يمكن أن يتحول إلى بياض، تماماً كما يعقُب الليل شروق الشمس… المعاناة ليست لعنة، بل معلم خفي يصفعك ليوقظك ويقول: "أنت في الوجود، أمام قانون لا مفر منه… إتقن فن المعاناة أو ستغرق في الضباب".

المعاناة paradoxal؛ إنها ضعف وقوة في آنٍ معاً… كيف ذلك؟

حين نعاني، نحن نشعر… ومن يشعر، يعيش… ومن يعيش، يتأقلم ويدرك.

المعاناة تحمل معها هدية… قلم وورقة، تُمنح لك لتكتب بها تجربتك مع البقاء، لتفهم أن الحياة ليست سريراً ناعماً للاستراحة الدائمة، بل طريقٌ مليء بالصدمات التي تُنضجك، تماماً كما يتدرب الرياضي ويتألم ليقوى.

لكن تذكّر، ليست كل معاناة يجب أن تعشش داخلك… بعضها عليك أن توقظه لتُحرره، لا لتدفنه في أعماقك فينقلب عليك.

وأخيراً، يا أيها الإنسان… اعلم أن الحياة لا تكافئك تلقائياً، ولا تلعب لصالحك دائماً… بل عليك أنت أن تلعب لصالحها، أن تفهم قواعدها، أن تُجيد التعايش معها لتصنع نصرك الداخلي

بقلم :سالم.ب أود أن أرى رأيكم ، اذا هل المعاناة حقا ضرورية للعيش ام ان يمكن أن تعاني وتموت؟