من ينكر أن الاستقلال الذاتي أصبح يُمجد وتُعطى الأولوية لتحقيق الذات فقط، وأنه بالتوازي تصبح فكرة الشراكة تدريجيًا من مفاهيم الزمن الماضي؟ الحقيقة المرّة أن الشراكة تتعارض الآن مع متطلبات العصر، وربما يكون هذا هو السبب الذي جعل الكثيرين يعزفون عن الزواج، لأنه لا يتماشى مع أهدافهم بتطوير ذواتهم وتحقيق أحلامهم الشخصية.

وعلى الجانب الآخر، هناك من يدعم الفردانية بأنها كشفت وجهًا جديدًا للشراكة، وجهًا أكثر نضجًا، مبنيًا على اختيار واعٍ ومعرفة حقيقية من كل طرف بذاته، وتم تعريفها على أنه علاقة بين شخصين التقيا بكامل إرادتهما لصنع شيء أكبر،

فالشراكة بعد الفردانية ليست نفسها كما كانت قبل الفردانية (ذوبان في الآخر وتعلق كامل به وكثير من التنازلات).

فكيف يمكن أن نعيد بناء مفهوم الشراكة ليكون ملائمًا لعصر يقدّس الفرد لكنه لا يستطيع العيش دون الآخر؟