في عالمٍ تتسابق فيه الأمم نحو التقدم والاختراع، تنمو الصناعات كما تنمو الأشجار، منها ما يثمر نفعًا ويزهر خيرًا، ومنها ما يُظلّل الأرض بسمومه ويفتك بالإنسان والبيئة خفيةً أو علانية. لكن، لو كان لك القرار، القدرة المطلقة، أن توقف صناعة واحدة إلى الأبد... فأي صناعة ستختار؟
هل ستضع حدًا لصناعة الأسلحة التي حوّلت العالم إلى حلبة صراع دائم، تقتل باسم الأمن، وتدمر باسم الردع؟
أم ستمنع صناعة المواد المسرطنة التي تُسَوَّق في عبوات أنيقة وتُقدَّم على موائد المستهلكين بلا رحمة؟
هل ستُوقف صناعة التلاعب بالعقول، حيث يُصنع الكذب في مصانع الإعلام المُضلِّل، ويُباع الوهم على أنه حقيقة؟
ربما ستختار صناعةً لا يلتفت إليها الكثيرون، لكنها تنخر القيم وتفسد الذوق، وتحوّل الإنسان إلى مستهلك لا يُفكر... صناعة الترفيه الهابط مثلًا، أو صناعة الموضة المُفرطة التي تُسوّق التفاهة على أنها ذوقٌ راقٍ.
أيًّا كان اختيارك، فهو مرآة لقيمك، لطريقتك في النظر إلى هذا العالم، وللأثر الذي تحلم بتركه فيه.
فأنت، لو أُعطيت تلك القوة... ما هي الصناعة التي ستوقفها؟ ولماذا؟
التعليقات