لو كنت طبيب، كيف تتعامل مع عائلة مريض ترفض بشدة رفع الأجهزة عن ابنها الميؤوس من حالته؟

من وجهة نظري الشخصية فإذا كنت متأكدا أن حالته ميؤوس منها وأنه لا يرجى شفاؤه فإبقاؤه على الأجهزة الاكلينكية هو تعذيب وليس إنقاذ. فلماذا أبقيه معلقا بين الحياة والموت بتلك الطريقة؟ وبالتالي فإذا كنت مكان الطبيب فلن أشعر بالذنب عند نزع الأجهزة عنه. لكن إذا أصر أهله على إبقاؤه هكذا فأعتقد أنني سأفضل احترام رغبتهم، ففصل الأجهزة رغما عنهم سيشعرهم أنني من قتلته

إذا كانت الحالة الطبية للمريض ميؤوس منها بالفعل، ولا يوجد ما يمنع من ضرورة إزالة الأجهزة وفقا للمعايير الطبية، فكان من الأفضل أن يراعي الطبيب مشاعر الأم في هذه اللحظة الصعبة.

في مثل هذه الحالات، لا يجب أن يقتصر القرار على المعايير الطبية فقط، بل يجب أيضا أن يراعى الجانب الإنساني والآلام النفسية للعائلة.

ربما كان من الأجدر للطبيب أن يتعامل مع الموقف برفق، ويترك الأجهزة تحت الضغط العاطفي للأم، حتى وإن كانت الحالة الطبية تشير إلى ضرورة إيقاف الأجهزة، فإن التمسك بحساسيات الأم وألمها يمكن أن يخفف من قسوة اللحظة ويسمح للعائلة بالتعامل مع فقدانهم بشكل أفضل.

رفع الأجهزة عنه يعني انه حُكِم عليه بالموت ، مهما كانت الأسباب الطبية - بالتأكيد لن أجرؤ على فعلها.

غالبًا لا يخصص وقت كافٍ لشرح الوضع العميق للعائلة، ولا يتم استخدام صور أو وسائل إيضاح لفهم حالة الدماغ، بل يطرح الأمر كقرار إدارى ابنك مات وسنرفع الأجهزة. هذا الأسلوب يصعد الصدمة بدل أن يخففها.

لكن كيف عرفت العائلة أن مريضهم ميت اكلنيكيًا وليس دماغياً؟ 

لأن الميت اكلنيكيًا ما يزال دماغه يعمل صحيح أنه إذا فشلت عملية إنعاشه فهو ميؤوس منه لكن هناك حالات عادت إلى الحياة بعد الحكم بموتها قد تكون حالات نادرة لكن كونها محتملة ولو بنسبة ضئيلة تجعلنا نعيد النظر في قرار رفع الاجهزة عنه إلا إذا كان الحال كما ذكر بعض الاخوة ان هناك مرضى آخرين في حالة خطرة ومحتاجين للاجهزة  فهذا شي آخر.... 

وأما إذا كان في الأمر فسحة فاعتقد أن تصرف الطبيب خاطئ حتى من باب مراعاة مشاعر الأم كما ذكر أخونا عبدالرحمن مصطفى ومراعاة مشاعر العائلة وللتخفيف من قسوة اللحظة ونحن في النهاية بشر قبل أن نكون أطباء أو دكاترة.