في جوف كل إنسان، هناك شرارة خفية، وميض يضيء دروب الوجود، هذه الشرارة هي الحرية. جوهر الوجود الإنساني، وشرط أساسي لنمو الروح وتطور المجتمع. هي القوة التي تدفعنا إلى استكشاف ذواتنا، إلى تحدي القيود التي تكبلنا، وإلى بناء عالم نحقق فيه إمكاناتنا الكاملة.

لا تكمن الحرية في امتلاك أجنحة تحلق في السماء، بل هي جوهر يتجلى في وعي الإنسان. إنها ليست مجرد شعور عابر، بل هي كيان متكامل لا يكتمل إلا بالعقل الذي يدرك قيمتها ويجسدها في الواقع.

فالطيور قد تمتلك أجنحة، ولكنها لا تملك القدرة على التفكير والتحليل والاختيار. أما الإنسان، فهو الكائن الوحيد الذي يملك هذه القدرات، وبالتالي فهو الكائن الوحيد الذي يمكنه أن يكون حراً حقاً.

حكاية الحرية قديمة قدم الإنسان، حكاية عن التوازن بين الحق والواجب، بين الفرد والمجتمع، حكاية عن كيف نعيش معًا بسلام، وكيف نحترم حريات بعضنا البعض.

تبدأ الحكاية بسؤال بسيط: ما هي الحرية؟ سؤال قد يبدو بديهياً، لكنه يثير جدلًا لا ينتهي، جدلًا يمتد لقرون. فالحرية ليست مجرد كلمة، بل هي مفهوم معقد، يتشابك فيه الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وحتى الفيزياء.

نحن كبشر محكومون بشبكة من القيود، خيوطها قوانين الطبيعة، وأصداءها أفكارنا، ونسيجها غرائزنا، ونقوشها عاداتنا. فهل للحرية المطلقة من وجود؟ هل هي مجرد وهم، أم فكرة ميتافيزيقية تتناقض مع طبيعة الوجود.

ما هي الحرية من وجهة نظرك؟