لو أتيح لنا أن نعود سنوات إلى الوراء، إلى تلك اللحظات التي ظننا أننا نعرف كل شيء، فماذا كنا سنقول لأنفسنا؟ كيف كنا سنوجه خطواتنا بطريقة مختلفة؟ الحقيقة أن الماضي لا يتغير، لكنه يمنحنا فرصة نادرة لنرى كم كبرنا، وكم تغير وعينا ونضجنا.
حين ننظر إلى الوراء، نجد أنفسنا في مواقف أخطأنا فيها، قرارات اتخذناها باندفاع، وأوقات بكينا فيها على أشياء لم تكن تستحق. كنا نرى العالم بعيون صغيرة، نحسب أن المشاعر تدوم للأبد، وأن الحزن لن يزول، وأن الفرص تضيع ولا تعود. لكننا اليوم نعلم أن كل شيء يتغير، وأن الألم يصبح درسًا، والخسارات لم تكن سوى خطوات نحو الأفضل.
لو عاد بنا الزمن، ربما كنا سننصح أنفسنا بعدم القلق كثيرًا، بأن لا نتمسك بأشخاص لم يكونوا لنا، وبأن نصبر أكثر لأن القادم أجمل. كنا سنخبر أنفسنا أن بعض الأبواب التي أُغلقت لم تكن خسارة، بل كانت حماية. وكنا سنقول: اهدأ، لا شيء يستحق كل هذا التوتر، الحياة ستفاجئك بأجمل مما تتخيل.
لكن الحقيقة الأجمل هي أننا لا نحتاج للعودة للوراء لنطبق هذه الدروس. كل نضج اكتسبناه، كل حكمة تعلمناها، يمكننا أن نستخدمها اليوم، الآن، لنعيش بطريقة أفضل، ونكون النسخة التي كنا نحتاجها يومًا ما.
إذا عاد بك الزمن إلى الماضي، ما هي النصيحة التي كنت ستهمس بها لنفسك؟ وهل ستطبقها الآن بدلًا من انتظار فرصة أخرى قد لا تأتي؟
A.S.A.K.W
التعليقات