كيف نتحكم في التسويق العاطفي ونتعامل معه في ظل لجوء معظم الكيانات الربحية له ؟

طريقتك جميلة للغاية، ولكن الكارثة أن الشراء بدء يتحول إلى مرض عند البعض، سألت صديق يعمل في العلاج النفسي قال لي أن هناك فئة من المراهقين قاموا بسرقة مال من البيت أو من أجر الدروس وما إلى ذلك لشراء ملابس أو منتجات أو أطعمة رغم أن حالتهم جيدة ولديهم مصروف يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية، أما عن الكبار فسجلات القروض وكروت التقسيط كافية لوصف الوضع، وكأن الأمر تحول إلى إدمان وبدء هؤلاء في الخروج عن الوعي تماماً عند الإقبال على الشراء.

المشكلة بالفعل ترجع إلى النمط الاستهلاكي للجمهور وليس الإعلانات نفسها فهي تتابع سلوك الجمهور، فربما انسياق الإنسان نحو تحقيق رفاهية غير ضرورية، فالسبيل الوحيد للتحكم في تأثير التسويق العاطفي هو ممارسة ضبط النفس وتحديد أولويات الاستهلاك.

نمط التحكم الذي تتبعه قاسي للغاية يا محمد ولا أظن أن الكثير سيكون قادر على فعل مثله، وربما لا نسعى إليه ولكن نسعى للاعتدال فلا نبالغ في الشراء والانفاق ولا نمسك بهذه الصورة التي أرى أن بها بعض الحرمان، فهل هي كذلك أم أنني بالغت في التقدير ؟ فأنا أرى أن هذا النمط يمنع معظم الرفاهيات تقريباً.

برأيك يا علي ما هو المعيار الذي نحدد عليه الحاجات الأساسية، ونفرق بين الضرورة وبين ما اقنعتنا به حملات التسويق أنه ضرورة، فالاغلبية لا تعرف ذلك.

 فأنصحك بشدة ألا تتخذ قرار الشراء إلا بعد مرور 24 ساعة على الأقل؛

لا .. ليس تماما، يجب أن يتأخر قرار الشراء إلى شهر كامل، لأني أعرف عملاء أستطعت إقناعهم حتى بعد مرور هذه المدة، وفي الآخر يتخذون قرار الشراء. الأفضل هو إعطاء نفسك فرصة حتى آخر الشهر، خاصة وأن معظم الناس تفكر بعقلية مالية محورها هو (الدخل الشهر) وليس اليومي، وبالتالي، هو قد يوهم نفسه بقدرته على الشراء دون أن يؤثر ذلك القرار سلبا عليه، فقط لو أمهل نفسه حتى آخر الشهر، يمكنه أن يكتشف حقيقة العجز المادي والمأزق الذي يوقع نفسه فيه إذا انساق لقرار الشراء. نصيحتي هي (امهل نفسك شهر) خاصة، وأن هناك منتجات تتغذى على ظاهرة الموجه أو الإتجاه (ما نسميه في الدارج بـ تريند)، وحين تخفت حدة الموجة، سوف تكتشف أنك كنت محق بعدم الشراء. يوم واحد (24 ساعة) غير كافي لتحييد هذه الرغبة عند الجميع، ربما تصلح مع البعض، ولكن من تجربتي، أعرف أنها لا تصلح مع البعض.

مع ذلك .. أنا أفهم السرّ وراء نصيحتك النموذجية، وأؤيدك تماما، لأنك قلت (على الأقل) يعني أنت بالفعل تنصح بأنه لو تمكن المستهلك بأن يؤخر قرار الشراء أكثر وأكثر كان أجدى، هل تتفق معي؟ @Kareem_Magdy

هذه الطريقة تشبه التعامل مع القرارات أثناء الاضطراب أو نوبات الغضب، وبصراحة أول مرة أسمعها، فهل جربتها على نفسك، أم أنها خطرت لك أثناء التجاوب مع هذا الطرح، فأنا أرغب في طريقة فعالة وتبدو هذه غير مألوفة بالنسبة لي.