هل نسينا كيف نتعامل مع بعضنا بشخصياتنا الحقيقة؟؟

إن من الأشياء المهمة هو العيش بالشخصية التي نريدها من غير تصنع ولا تكلف لكي نظهر بالكشف الذي يرده الآخرون منا، لكن في حقيقة الأمر من المهم معرفة المكان والزمان والحال المناسب للمجاملة والوضع الأنسب للتعبير عن رأيي بكل حرية بلا مجاملات، فحينما يكون الأمر بسيطا لا أهمية فيه أو تشعر أنه من غير المناسب أن تهدر طاقتك و قوتك في إيضاح ذلك الأمر أو تبيانه او إعطاء رأيك الصريح قد يكون الاكتفاء بالكلام العام أو المجاملة البسيطة بلا صدام هو الأنسب، أما حينما يكون الأمر متعلق بما يهمك أو بأولوياتك يجب أن تتخذ موقفا واضح يعبر عنك، وهذا أمر مهم لكي لا يبني الطرف الآخر صورة عن موافقتك على أمر أنت لا تحبه فقط لأنك قمت بالمجاملة، فمن الجيد أن تكون حدودنا واضحة في حال شعورنا بأهمية إبداء رأينا في أمر يعني لنا الكثير.

ولكنها تخشى أن تهتز صورتها فتقبل بهذه الأفكار.

حقًا أشفق على هذه الشخصيات التي تتملص من آرائها ومعتقداتها خوفًا من نظرات الناس. وبالفعل هذه معضلة إجتماعية تحتاج لعلاج فوري لأن لها أبعاد خطيرة على هويّة مجتمعنا.

للأسف شريحة كبيرة من المجتمع انسلخت من ثوب مبادئها وتصنعت شخصيات لا تمثلها لمجرد الظهور والمشاركة.

علاج هذا الأمر يجب أن يتمثل في ترسيخ ثقافة الاعتزاز بالمبادئ الشخصية والشجاعة في إظهارها طالما أنها لا تخالف مبادئ الدين والأخلاق.

أعتقد التعليم يجب أن يكون له دور في تنشأة الأجيال القادمة على شجاعة الظهور في المجتمع بشخصيتهم الحقيقية، وذم الشخصيات التي تتبني أفكار أو آراء مخالفة لمعتقدهم إرضاءً لشريحة آخرى في المجتمع.

أحيانًا يكون الغرض الحقيقي من التصنع هو الهروب من الواقع الذي يشعر فيه الفرد بأنه مرفوض أو غير مرغوب فيه، وقد يكون سببه هو الخوف من الرفض الذي قد يحصل عليه من الآخرين، لذلك أرى أن هذا الأمر يتطلب جرأة وشجاعة كبيرة للتخلص منه والظهور بالشخصية الحقيقية دون تصنع، أعتقد أن الشخص المتصنع يحتاج إلى علاقات صادقة وأشخاص يحبونه كما هو ليصبح لديه ثقة أكبر في نفسه.

جزء من التواصل البشري هو المجاملة بلا شك ولكن ليس على حساب أنفسنا، بمعنى لا ضرر من أن نبتسم ونتحدث بحفاوة مع الأخرين في المناسبات العامة أو المواقف الحياتية العادية في يومنا ولكن في نفس الوقت يكون لدينا الحق في عدم الانخراط في مواضيع ليست مهمة بالنسبة لنا أو تضغط علنا لنتصنع فهنالك فرق بين المجاملة والتصنع فالتصنع يعني أن لا تكون على طبيعتك وهذا يشكل الضغط كما أقول، أما المجاملة فهي شيء حميد طالما كان مناسب للحدث الذي ننخرط فيه فهذا هو الحل الموازنة وعدم التصنع بل التركيز على المجاملات الحميدة.

كلما كنت غير واثق بنفسك، كلما زاد تصنعك، وكلما شعرت وقلت قيمة نفسك أمام نفسك، كلما حاولت أن تتجمل أكثر، لماذا بين من يقبلوننا كما نحن نتصرف بجنون وببلاهة أحياناً لأننا لانخاف أن يحكموا علينا لأننا نعرف رأيهم بنا مسبقاً، لكن من لانعرف رأينا بهم مسبقاً نخشي أن يحكموا علينا بأننا بلهاء أو مجانين أو أو، الشاهد هو ألا تتصنع من أجل شئ عِش الحياة كما تريد مع من تحب ولاتتصنع، ليكن لك وقت كبير مع من لاتتصنع أمامهم.

أنا هو أنا