الألم والمعاناة لكل واحد منا منهم نصيب، ليس ثابت ولكن أحياناً تفرط الحياة في نصيب واحد منا، وليس هذا هو الكرم الذي نريده، أن نأخذ نصيباً كبيراً من الألم لم يأخذه غيرنا.

وحتى المعاناة نحن بها لسنا سواء، فليس لها قالب ثابت أو سبب واضح، فقد أعاني أنا مما يراه غيري حدث عادي أو خبر غير مهم، ولكن ما نتفق فيه جميعاً هنا هو طريقة التعامل مع الألم والمعاناة.

نحن هنا فريقين، فريق يتقبل الأمر ويتعامل معه ويتخطاه بطريقة صحيحة، وفريق آخر يعتقد أنه قد فعل ذلك، ولكنه بالحقيقة قد ابتلع ما يشعر به داخل روحه، وعجز عن التخلص منه، ثم سار به في الدنيا مثقل الروح.

هؤلاء قال عنهم البردوني " ثم عم الصمت في أرجاء المجلس وقال سكير المعاناة نحن لا نُشفى بل نصمت ثم ننسى الحزن بالحزن"

وتحدث عن هذه الفئة أيضاً نجاح الموجي وهو ممثل مصري عندما قال بمشهد" أنت هتكتم في قلبك لحد ما تعيط عشان الشاي جالك ناقص سكر" .

بهذا الوصف العميق أشار كلاهم إلى خطورة عدم التعامل مع الحزن والألم بالصورة الصحيحة، وأظن أننا جميعاً نعاني من ذلك.

فكيف نضمن أننا نتعافى فعلاً من تجارب الحزن والمعاناة والألم وأننا نمضى في الأمر دون أن نبتلعه داخلنا ؟