"حتى تنجح حياتي الزوجية أجعل زوجي يقوم بالمهمات الصعبة حتى لو كنت أستطيع القيام بها." إلى أي حد تتفقون؟

سأحاول جلب وجهة نظر بيولوجية قليلا للموضوع.

المرأة دورها في الزواج مختلف تماما عن الرجل. فهي من تحمل، وتلد، وترضع، وتربي، ووو. كلها مهمات ستتطلب أن تمر هي بتغيرات كبيرة جدا جدا: جسديا، ونفسيا، وروحيا، وفكريا لتتكيف مع كل هذا العبء. هذا هو دورها الأكبر والأكثر أهمية، والذي لا يمكن لغيرها فعله. بالتالي، هذه النصائح هي غالبا لأن المرأة لن تستطيع القيام بهذه الأشياء، ولا يجب أن تنشغل بها عن دورها الأعظم. فلذا النصيحة هي أن تبدأ بتفويض هذه المهام الإضافية لزوجها، لتهتم هي بالمهمة الكبرى. فكر في الزواج والأسرة كطائرة تسير في السماء، الطيار هو الرجل، ومساعد الطيار هو المرأة. دور مساعد الطيار ليس قيادة الطائرة، ولكن توجيه الطيار، والتأكد أن كل شيء على ما يرام من اتجاه الرحلة، وسلامة الركاب. هل يستطيع مساعد الطيار قيادة الطائرة؟ نعم، بالطبع يستطيع، ولكنه سيفعل في حالة الطوارئ فقط.

أرى أن هذه الظاهرة تعد خداعاً، حيث تساهم في تعزيز الفكرة الخاطئة بأن النساء ضعيفات ولا يمكنهن القيام بأي شيء بدون الرجال، وهذا الاعتقاد خاطئاً، أتفهم تماماً ما تحاول هؤلاء النساء تحقيقه، ولكنهن قد يجدن أنفسهن عالقات في فخ الاعتماد الكامل على أزواجهن، مما قد يؤدي إلى فقدانهن لجزء كبير من استقلاليتهن وقدرتهن على التعامل مع المسؤوليات بمفردهن في حال غياب الزوج، فليس على الزوج تحمل كل الأعباء كما لا ينبغي أن تتحمل الزوجة جميع المسؤوليات بمفردها، يجب أن نتعلم كيفية تقاسم الأعباء والمهام بشكل عادل

يا رغدة هناك أمور يصرحن بها النساء تجعلني أندهش من مدى حصافتهن في التعامل مع أزواجهن لأنها تجدي نفعًا حقًا.

في الحقيقة يوجد سبب آخر لمثل هذه التصرفات أنه مهما كانت المرأة قادرة على فعل كل شيء إلا أن الرجل يحب أن يشعر أنها بحاجة إليه، بل إن بعض خبيرات العلاقات يروجن لهذه النظرية ويرينها التطبيق الصحيح لدور الأنوثة والرجولة وأقتبس قول إحداهن بتصرف "أعدت صياغته إلى الفصحى":

" المرأة يجب أن تلعب دور الضعيفة أمام زوجها حتى لا يشعر أنها لا تحتاجه فتهتز رجولته" 

*قولها وليس قولي :)

سمعت عن هذه الحيلة بالفعل ولكن في رأيي من يلقي الحمل على زوجته لدرجة جعلها تقوم بمهامه لا يصلح أن يكون زوج، على سبيل المثال قالت لي صديقة ذات يوم أن زوجها يتركها تقف مع العمال كالكهربائي والسباك والنجار ويذهب هو لينام! هذا النوع من الرجال لا مفر من تطبيق الأمر عليه.

أما بعيدًا عن هذا الموقف ومع الزوج الذي يدرك جيدًا واجباته فلا أرى أنه من الضروري القيام بتلك الحيلة، فمن المهم أن يقوم كل من الرجل والمرأة بدوره فقط دون تداخل، ولكن ليس لدرجة توكيل الأعمال السهلة إليه بحجة ألا ينسى دوره، لأنه من الطبيعي أن يقوم كل فرد بدوره ويدركه جيدًا وإلا لا يعتبر شريك حياة.

فماذا تعتقدون؟ هل النساء على حقٍ في هذا؟

إنكن لييسوا سهلات أبداً :)

ربما أظن أن التعاون هو سر الحياة الزوجية وأن هذا قد يزيد التعاون ولكن هذا الأمر أظنه سيعتمد على شخصية الزوج وشخصية الزوجة ودرجة إتكالية كلاً منهما على الأخر، هناك رجال متعاونين ولامانع لديهم من القيام بأعمالهم وبنصف أعمال الزوجة كما صديقتكي لكنه أوفر جداً حمل الأشياء لها من السوق، وهناك من يتعاون بما هو حقاً تصعب على الزوجة حقيقة لا دلع فيه، وهناك من لايتعاون نهائياً والحياة تمشي معهن جميعاً والأفضل من تكن العصا فى المنتصف بينهم لا إفراط ولاتفريط لأى منهما، فالأمر يعتمد على شخصية الزوج وسعة صدره وحكمة المرأة وطريقتها فى أن تيسر أمر التعاون طبعاً بدون أفورة.

فماذا تعتقدون؟ هل النساء على حقٍ في هذا؟

أرى أنه كذب، وهؤلاء النسوة لسن على حق، ويكرسن فكرة ضعف المرأة، وعدم قدرتها على الاعتماد على نفسها، زيادة على ترك كل الأعباء على الزوج حتى التي في مقدورها القيام بها، بينما الحياة الزوجية السليمة يجب أن تقوم على الصدق والتعاون بين الشريكين.

أعتقد أن هذا الفعل وأي فعل مشابه له قائم على نظرية نفسية تسمى السببية، وهي الآلية التي نشعر بقيمة أنفسنا وقيمة الأشياء من خلالها، ولو طبقنا النظرية على الطرح السابق سنجد أن الأمر منطقي، فهي تعطي للرجل أسباب ليشعر بقيمته ودوره في هذه العلاقة، وكذلك تأخذ لنفسها أسباب لتبرر أن له قيمة ومكانة عند هذا الرجل، وكلما ألتزم الطرفين بذلك زادت قيمة العلاقة وأصبحت ناجحة أكثر.