يبقى النّاشط الإعلامي العربي في الدرك الأسفل مهما بلغ من العلم مبلغه...

إلاّ مَن رحم ربّي، فيسعىٰ البعض ممن سبق اسمه لقب إعلامي إلىٰ التقاط الثّغرات التّافهة، وإشهارها ويكثر من ترويج الأنباء أشدّها كذبًا، ويجعل من اللاشيء شيئًا، وما إن يُخلِّص عمله هُنا، حتىٰ يصل إلىٰ أكبر نطاق- ترند- في الوطن العربي وتبلغ شهرته الآفاق.

وحين تأتي لتسأله لماذا تلك الأحداث والقضية الفلسطينية التي وجِبت عليك أن تتحدث عنها كونك إعلامي وصحفي تتغافل عنها وتجعلها آخر اهتمامتك؟ فتجده ينظر إليك.. يمط لسانهِ بحيرة وذهول واستخفاف.

حيث إنّ تلك الأحداث التي لا تستحق حرفًا ولا تصويرًا لنلتفت إليها ونتطرق لرؤيتها؛ يتحدث عنها بكلّ عقلانية، ويجعل منها حدث بتلك المفردات الرنانة والسيناريو الخيالي، مما يجعل معظم الناس يتداولونها بينهم، ويتهافتون بها بمزيج من الأنباء الرّائجة.

ولو أمعنّ النّظر للأمور التي عمّ الصمت عليها والتي يعود تأثيرها على الوطن والمواطن، والقضايا العربية الإسلامية المؤثرة والجرائم الكارثيّة المتواليّة، هي من الواجب أن يتحدث بها ويصدح صوته عاليًا في كل حدبٍ وصوب! لكونهِ إعلامي وناشط يتحدث بلسان قضايا تلامس الآخرين، ويحق تداولها للوصول إلىٰ حلول تخفف من انتشارها، وربما تقضي عليها، وإن هذا الشيء واجب عليه قبل كُل شيء نراه، ولكن يبدو قد بلع لسانه ومط شفتيه غرورًا وكأن الأمر لا يعنيه بتاتًا.

نرىٰ يَا عزيزي القارئ إنّ القضية "الفلسطينية " -قضية الأمة الإسلامية كاملة تلك الحادثة التي تعتبر قضيتها رأي عام وانصافها ينبغي أن يتحدث بها كُل إعلامي، حتىٰ تصبح عبرة وعظة للجميع.

ولكني لم أرىٰ إلا القليل ممن يؤنبهم ضميرهم، وتركت أثرًا حزينًا لهم فاطلق عنان أحرفه وكتب عنها.

وحين نرىٰ أشخاصًا آخرين، هشتاقهم يوصل إلىٰ ما يُقارب مليون مُتحدث!

إلىٰ متى سيبقى إعلامنا العربي إعلام فاشل لم يُغيّر شيء؟ لما لا يبرز دوره.

ولكن ماهو إلا يسعى إلىٰ جوانب مصلحية فقط!!

القضايا التي وجّب عليه التّحدث بها لا يهتم لها ولا تعنيه، بحجة أنها قضيّة أمة كاملا فلا شأن له.. مع أنّها قضيّة كَبيرة من أعظم القضايا، وحفظ الحُقوق والحرية.

فكري محمد الخالد