كيف تتملص من الطلبات المزعجة؟ لكن بقدر من الدبلوماسية؟

لا أتفق معك بتاتا وأتمنى أن تتقبل رأيي بصدر رحب، فشخصيا لا أتعامل بهذا المبدأ إطلاقا، فأنا صريح ومباشر، إن كان الشخص الذي يطلب مني تلك الخدمة يستحقها أقدمها له بأفضل شكل وبأنسب طريقة ممكنة، وتكون نيتي صافية بأن أعينه على مشاغله وعلى قضاء مصلحته، لا أن أتسبّب في تعطيلها بتلك التصرفات التي أراها صبيانية، وإن كان هذا الشخص لا يستحقها، وإن تحدثنا عن كثرة الطلب، فإن كانت لحاجة منه فالله سخّرني لقضاء حاجة أخي فأقضيها بالشكل المناسب، وإن كان الطلب فيه نوع من الاستغلال والأنانية وهم كثر في هذا الكوكب فسأكون صريحا مباشرا في رفضي تقديم الخدمة له، وإن استحيت منه فيمكنك الرفض ببساطة وأنك لا تستطيع، فلماذا التهرب والتملص هذه ليست دبلوماسية بل صبيانية.

في الحقيقة كثيرًا ما يحدث معي ذلك ويطلب مني الأصدقاء طلبات ليست مزعجة فحسب بل غريبة بعض الأحيان وربما يعود ذلك لطبيعتي المتساهلة وخجلي من رد الناس خاصة حينما يستنجد الطالب بمروءتي ويطلب فزعتي، لكنني في السنوات الأخيرة استطعت التملص كثيرا من طلباتٍ مزعجة أو مربكة وذلك من خلال التعامل مع الطلب المزعج على أنه نوع من دنو النفس ووضاعتها وعليه فالواجب أن يخجل هو من طلبه وليس أن أخجل أنا من رفضه.. والحمد لله من حينها تعودت على رفض مثل تلك الطلبات بسرعة وسهولة والأهم من ذلك أن الناس بدأت تعتاد على رفضي

اسمح لي أن اختلف معك فما تقوله هو هروب وقلة مرؤة فيمكن الاعتذار ببساطة عن تقديم المساعدة أما الالتفاف حول الأمر وإدعاء المساعدة وفي داخلي تعطيل الشخص هذا لا يصح و ما معني أن أحافظ على صورتي كشخص بالغ الكرم بينما نيتي وضميري يعلمها الله وهي التملص والهرب ورسولنا الحنيف حبب في مساعدة الغير في أحاديث مثل

"كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"

"ولإن يمشي أحدكم في حاجة أخيه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا"

هذه ليست دبلوماسية بقدر ما هي طريقة تطفيش للأشخاص ولماذا كل هذا العناء فلنكن صرحاء مع من يطلب منا أمرا ما بكل أدب ووضوح فلو طلب مني شخص شيئا ولا أريد فعله سأخبره ببساطة أنني لن أفعل هذا الطلب وسأوفر على نفسي عناء الكذب والخداع والتملص.

إذا كنت تفعل هذا بهدف إرضاء شخص أو إرضاء ذاتك فأظن أن هذا التصرف قد يكون مريحاً حتى وإن كان غير لائقاً بسبب إلحاح لعض الأشخاص في طلباتهم بشكل مستمر .. لكن إذا كنت ستقوم بهذا الأمر بهدف إرضاء الله أو تقوم بتلك الخدمة لهذا الشخص لوجه الله فالأمر كله سيختلف ، بل ستحب خدمة كل شخص يمكنك مساعدته لأن هذا العمل تؤجر عليه من الله الكريم .

مالم يكن الشخص سيء في التعامل مع ادواتي، ومالم اكن مضطراً للرفض. فانا لن ارفض فاما لو كنت مضطراً للرفض لكن حاجته اكثر الحاحاً من حاجتي فسأقدمها له من باب الإيثار. اما غير ذلك فسارفض بكل هدوء طلبه واطلب منه ان ينتظر ان كان يستطيع ذلك.