فكرتُ طويلًا هل حينما أفعل شيئًا محمودًا كان أو مذمومًا ، ءأفعله لنفسي أم أنني أنتظر استقبال ردّة فعل معينة أو حتى أهاب حدوثها فأعتزل هذا الفعل ؟

ولا أُخفيكم خبرًا، في المرحلة الثانوية كان لي حلمٌ بدخول كلية الطب، أولًا بدافع داخليّ لي، ثانيًا أنِّي كنت في هذه الفترة العمرية أخشى ردة فعل أبي وإصابته بالحزن إن لم يتحقق رجاؤه في ابنته الكبيرة وفرحة عمرِه الأولى.

نضجتُ ودخلت المرحلة الجامعية لأجد كلمة

(الناس ) تتردّد كثيرًا مِن حولي، لا يعلو صوت الفتاة في الشارع لألّا ينعتها الناس بسوء الأدب، لا نتحدث مع زملائنا الذكور حتّى لا يظنُّ الناس بنا سُوءَ الظنون، لو فعلنا كذا لوقَرّنا الناسُ ولو فعلنا عكسه لجعلُونا في قاعِ الاعتبارِ و القِيم .

فلم هذا؟

ونحنُ تحركنا دوافعنا" نحن " ، و " نحنُ " مَن بحاجةٍ إلى الفعل أكثر من سوانا.

وحينما وجدتُ الامرَ يستحوذ نصيبًا أكبر ممّا يستحق أخذتُ أردّد : يا نُور ، لن يتأثر غيركِ بأمرك، ولن يَجلب السوء الذي من صنع يديكِ الضرر الأكبر إلا عليكِ وحدَكِ ، ولن يصنع نجاحُكِ طريق سواك.

لم ينته الأمرُ هنا ، فحين انضممتُ لمجتمعٍ تحفيزيّ على أحد منصات السوشيال ميديا، كلٌّ يعرض إنجازًا ما في كل يوم كمهمة، وجدت الكثيرين يكتبون قبل التعبير عن إنجازهم عبارات أشبه بـ ( أعلم أن لا أحد سيتفاعل معي ) والبعض يقول :- ( لقد انطفأت إرادتي لما وجدت من نقص في التفاعل ) وآخرين بعكس هؤلاء تراهم يقولون: شكرًا على التشجيع في المرة السابقة ولهذا قررت أن أفعل كذا، ويكأنه يريد أن يذكرهم بذات التفاعل مجدّدًا.

حتى كتب الدكتور المسؤول عن المجتمع ونصح قائلًا :- افعلوا ما تحبون لأجل أن تكونوا أنتم بخير واشعروا بفخر فيما يخص إنجازكم ولا تدعوا أشياء كهذه أن تكون المحفزّ الأوّل لكم أو المثبّطة لعزائمكم.

فهل نحن فقط تحركنا ردات فعل من حولنا نحو ما نفعل ؟ أم هذا من دافع فطرتنا البشرية التي تود أن تنتظر و ترى مردودًا لما تفعل ؟ وكيف نحدّ كبشر من تعلقنا بهذه الصفة ولا تجعلها الدافع الأساسي لنا؟