كيف يمكن تربية الأبناء الصغار على فهم ريادة الأعمال منذ الصغر؟

ولو كان يتم تدريس تلك الحصص بشكل مكثف وأكثر انتشارا برأي لكان غالبية الطلاب أمتلكوا مهارات الإدارة

كشخص يريد التعليم المنزلي لأولاده، فإنني أرى أنه لا يجب انتظار المدرسة لتعليم الطفل تلك المهارات، وأن دور الأسرة أهم وأكثر تأثيرًا.

البيت حيث توجد الأسرة هو المكان الذي يمارس فيه الطفل أنشطته الممتعة براحة أكبر، وفي جوء يغلب عليه الهدوء، بينما المدرسة معروفة بأنها بيئة المهام والالتزام والعقاب والاختبارات، ولذلك لا أرجح أن نقرن تلك المهارات الهامة بجو المدرسة، فيكبر الطفل على النفور منها كما ينفر من المدرسة.

هناك أسرة مكونة من طفلين وأب وأم شاركت تجربتها في هذا الموضوع على الفيسبوك وقد كانت النتائج مبهرة ومشجعة جدا، ففي الوقت الذي تعيش فيه الأسرة في واحد من أرقى الأحياء بمصر ومن الواضح أنها ليست من الأسر التي قد تلجأ إلى عمالة الأبناء، شجعا الطفلين صاحبي ال١٠ سنوات على النزول إلى الشارع وطرق أبواب الجيران وإقناعهم بشراء منتج معين صنعاه بأيديهما. عاد الطفلان وقد باعا جزءًا كبيرًا مما كان معهم من منتجات، وياللفرحة التي علت وجوهمها وهما يشرحان كيف سوّقا المنتج للعملاء بلغتهم الطفولية البسيطة حتى نجحا في إقناع الكثيرين. أستطيع أن أتخيل كيف سيكون حال هذين الطفلين بعد بضع سنوات من الآن، يبدو مبشرًا جدًا.

أظن يا @Hamdy_mahmouds أن ما تقوله بالفعل مثل رائع ولكن أبرز لدي خبرات سيئة فأنا أتذكر مثل الساعة الخشبية حيث كان لدينا حصة مشابهة وكان المدرس يدخل بهدف تعليمنا نفس الفكرة بنفس الإطار ولكن من خلال الضجيج الذي كان يحدثه الطلبة غضب المدرس وتراجع عن تدريس الحصة بعد مرور 3 دقائق فقط مصرحاً بجملة تذكرتها الآن [التعليم فيكم حرام عشان أنتم أغبية مبتفهموش] كنت حزين وقتها لكوني كنت من القلائل الذين دخلوا الحصة وجذبني أسلوب المدرس وطريقته .

هذه إجابة مثالية ولكن سأبدأ بسؤالين لك في هذا الإطار لا يقل أهمية

إذا كنت والداً فكيف ستقوم بغرز تلك الأمور لدي أطفالك ما هي الأسس التربوية التي ستتبعها معهم لتحقيق هذا الهدف؟

وإذا كنت مدير مدرسة أو حتى وزيراً للتعليم .. فما هي الإجراءات التي ستتخذها لتنفيذ ألية التدريب على ريادة الأعمال منذ الصغر لدي النشأ .. بمعنى أكثر دقة ما شكل البرنامج الذي ستضعه؟

أتفق تماماً مع هذا الرأي وأعتقد أنك قمتي بالفعل بوضع برنامج بسيط وفعال يسعدني أن أعيد ذكره بطريقتي لبناء رائد أعمال قوي وذكي :

1. الأستثمار المعنوي والمادي للأهل في أطفالهم
2. تعليم في مدارس مميزة توفر بيئة مناسبة لتعليم الأطفال مبادئ ريادة الاعمال وأهميتها منذ الصغر
3. حث الأطفال على تكوين ثقافة علمية بالقراءة والإطلاع الذاتي على تطورات التقنية وريادة الأعمال
4. مشاهدة الأطفال لنماذج حية من رواد الأعمال والتفاعل معهم
5. تشجيع الأطفال على أفكارهم والتعامل معها بشكل فعلي وليس بشكل كلامي أو "أحسنت وأنت طفل ذكي" وما إلى ذلك

ثم الانتباه لرغبة الطفل بالأساس في تعلم ذلك المجال دون فرض ذلك عليه في حالة أن كان له ميول مختلفة للتعلم

وإن كنت أرى من وجهة ظري أن تعلم ريادة الأعمال بغض النظر عن (ممارستها) هو شيء إيجابي لأنه سيساعد بشكل هائل في تعلم الأطفال أهمية التخطيط وألية عمله وكيف يمكن الاستثمار في الأفكار وهو ما سينعكس بشكل إيجابي وفعال في حالة أراد الطفل التفوق في أي مجال مختلف حتى لو كان مجال إبداعي .

أرى أن أي نظام تعليمي قادر على تحقيق ذلك ولكن ذلك في حالة دراسته لسيكولجية الطفل جيداً والظروف أو البيئة المحيطة به و وضع أهداف أو برنامج تعليمي مبني على تلك الدراسة

ايهما اكثر تأثيرا الاسرة ؟ أم تأثير المجتمع والبيئة المحيطة به ؟

وهل محل اقامتة لة التأثير على سيكولوجية الطفل ؟

أظن أن إجابة هذا السؤال تحتاج لمتخصص بالأخص الشق الأول ولكن بالنسبة للشق الثاني أعتقد أنه بالتأكيد محل إقامة الطفل هو جزء من البيئة التي تشكله وبالتأكيد له أثر نفسي على شخصية الطفل وطريقة تفكيره وتفاعله .

لما لا ما الذي يمنع ؟ .. ففي بعض الأحيان يا صديقي يعد حرمان الطفل من الحصول على شيء قادر على الحصول عليه بهدف تعليمه هو أمر غاية في الأهمية رغم ما ينطلي عليه من بعض القسوة ، ولكنها قسوة من النوع الحميد فخيراً لك أن تقسو عليه ليكتسب خبرة ما أفضل بكثير عندما يكبر وتقسو الحياة عليه أضعاف مضاعفة فيتعلم بالطرق الصعبة ألا تتفق معي في ذلك ؟

أتفهم وجهة نظرك وبالتأكيد النجاح لا ينحسر في ريادة الأعمال ولكن ريادة الأعمال مدخل مهم جداً لتعلم الكثير من القدرات أهمهما التخطيط والدراسة والتسويق والدعاية والتجارة وفهم طبيعة البشر وكلها تفاصيل تصب في نجاح أي شخص يسعى لتحقيق ذاته في أي فكرة حتى وإن كانت غير مرتبطة بشكل مباشر بريادة الأعمال (فالموسيقي والمهندس) يحتاجون لتعلم ريادة الاعمال لأن هذا سياسهم بشكل مباشر في تطوير مهاراتهم التسويقية لأنفسهم ومهاراتهم وطريقة عرض مشاريعهم ، وليس بالضرورة يا صديقي العزيز من تعلم ريادة الأعمال هو تطبيقها في شكل مشاريع ، بل تعليم مهارات ريادة الأعمال نفسها هي الأمر المهم والمطلوب.