يقول الفيسلوف الألماني بيتر سلورتردايك في فم معوج ذو ابتسامة خبيثة ان الابتسامة الصفراء هي دلالة على تفوق منحرف يدافع عن واقع فاسد؛ يدافع عن قوة القوي أكثر حتى بأساليب لا أخلاقية، فغالبا ما تكون زاوية ما من الفم إلى الأعلى وكأن النصف الآخر يعلم أنه في الأساس لا يوجد ما يدعوا للضحك، إنما هو يشي بالاحتقار والاستنقاص من الاخر، وكلنا شاهدنا تلك الابتسامة على وجه أفخاي أذرعي في كل مقابله له، يتنطع بقوته، لكن فجأة انتقلت هذه الابتسامة الساخرة إلى الجهة الأخرى من المعادلة، مثلها كل فلسطيني ناجي من القصف، ومثلها أكثر باسم يوسف في مقابلته المليونية مع بيرس مورغن في دلالة على أن القوة أصبحت في الجهة الأخرى من المعادلة .

الكل يتسائل حول سر عدد المشاهدات الهائلة التي حضت بها المقابلة، وأنا أقول أنا واحدة من أهم أسباب ذلك هي تلك الابتسامة الساخرة، فقد جسد باسم أهم مناهج التفكير الفلسفي وهو: التهكم والسخرية وتجسيدا لما يسمى بالمدرسة الكلبية، أو كما يسمى في الدراسات الثقافية والأدبية بالكوميديا السوداء.

يعتمد المنهج التهكمي والمدرسة الكلبية عموما على وضع الحقيقة السائدة موضع سخرية، يستعمل فيها الابتسامة كنوع من المجاملة الوقحة والتشكيك المقصود في حقائق الشخص المقابل.

إذا حللنا الخطاب الذي قدمه باسم في المقابلة، سنجد النقاط التالية:

  • تحريك معالم الوجه بطريقة مششكة مستفزة ومثيرة للضحك في موضوع جدي جدا_ حاجب اعلى من حاجب، توسيع وتضييف العينن، الابتسامة في مواضع لا تستدعي الضحك.
  •  استعمال كلمات نابية أو مسبات أو عشوائية من لهجة أو لغة أخرى، لخلق نوع من التحقير.
  • الاستفاق التام مع المتحدث ثم نقده في أساس تلك الأفكار والضحك منها.
  •  طرح أسئلة عقلانية ودفع الآخر للإجابة عنها بشكل إلزامي.
  •  استعمال التضخيم والمبالغة الفجة للتعبير عن العكس مثل قوله" بين شابيرو أذكى رجل في العالم".

 كل هذه التقنيات وغيرها هي من قواعد المنهج التهكمي والفلسفة الكلبية الساخرة هدفها هي كشف حقيقة المعرفة التي يمتلكها الآخر، وتعريضها للشك والتساؤل المنطقي وإعادة التفكير فيها بجدية،في رأيك هل تفلح هذه التقنيات في كشف حقيقة القضية أم أنها سوف تعرقلها أكثر؟ ما رأيكم في الطريقة التي استعملها باسم في المقابلة؟ مالذي تتوقعه في المقابلة القادمة، هل تحبذ أن يناقش بنفس المنهجية أم لا؟