لماذا بعض من المجتمع لازال ينظر للمطلقة أنها مذنبة و سيئة؟


التعليقات

أظن أن سبب انتشار هذه النظرة السلبية تجاه المطلقات في بعض المجتمعات العربية هو نتيجة للتقاليد والعادات والثقافة التي تميل إلى تحميل المرأة مسؤولية فشل الزواج وتجاهل دور الرجل في ذلك. كما أن هناك بعض التفسيرات الخاطئة للدين والشريعة التي تستخدم لتبرير هذا التمييز والظلم. وأعتقد أن هذه النظرة تسبب الكثير من المعاناة والضغوط للمطلقات وتحرمهن من حقوقهن وفرصهن في الحياة.

ولكي نصلح هذا الأمر، أعتقد أنه يجب علينا تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا تجاه المطلقات والطلاق بشكل عام. يجب علينا أن نتعلم من الإسلام والسنة النبوية كيفية التعامل مع المطلقات بإحسان وعدل وإحترام. و أن ندعمهن ونشجعهن على إعادة بناء حياتهن والانخراط في المجتمع بثقة وكفاءة. يجب علينا أن نتذكر ايضا أن المطلقات هن بشر مثلنا لهن مشاعر وآمال وأحلام.

فالطلاق ليس عارا أو خطأ. بل هو اختبار من الله قد يكون خيرا لها في الآخرة إذا صبرت وشكرت. و يجب على المطلقة ألا تهتم بآراء الآخرين أو نظراتهم السلبية . فالناس لا يعرفون حقيقة ما حدث ولا يملكون الحق في الحكم عليها. بل يجب عليها أن تثق بنفسها وبقدراتها وبما تستطيع تقديمه للمجتمع.

هو نتيجة للتقاليد والعادات والثقافة

وتلك التقاليد والعادات يتم غرسها فينا من خلال التربية الخاطئة، لذا الأمر كله يعود إلى التربية ولو اسطتعنا أن نقوم بنشر ثقافة عدم التعميم على كل شيء بناءا على تجربة فرد لأصبحت مجتمعاتنا في تقدم وسلام بشكا أكبر.

ليس شرطا الترتبية الخاطئة، ولكن أحيانا نحكم على الأشخاص وفقا لإنجازاتهم بالحياة، والبعض يرى أن المطلقة امرأة فشلت في إنجاح زواجها، لذا ردات الفعل المجتمعي متفاوتة تجاه المطلقة يعني لو مطلقة ونجحت بعد طلاقها في حياتها سواء على المستوى الشخصي أو العملي لن يكون مثل امرأة تدمرت ووقفت عند نفس النقطة، يعني الفكرة في معاييرنا نحن السطحية للحكم، هذا طبعا بخلاف اللوم الزائد تجاه المرأة وتحميلها مسئولية الحفاظ على العائلة واستيعاب الزوج مهما كانت أخطائه حتى لو وصلت للخيانة، ناهيك عن فهمنا الخاطىء لأمور ديننا، فالبعض يرى أن ضرب الزوجة حلال، ولا يتذكر قول رسولنا الكريم، رفقا بالقوارير

برأيكم لماذا اصبح المجتمع يرى أن المطلقة امرأة سيئة فشلت في الحفاظ على زوجها و بيتها؟

لأن المجتمع ذكوري ولا يرى أن الرجل ممكن أن يكون فيه عيب، وكل عيوبه مقبولة ويمكن تجاوزها، هذا من جهة ومن جهة أخرى خوف المرأة وصبرها على كل الذل الذي تعيشه مع الرجل، خوفها من المجتمع وقول المجتمع، عدم استثمارها في تطوير نفسها والبقاء متعلق بشخص لم يقدرها، انكسارها بعد حالة الطلاق، الأمر متوقف على المجتمع ومتوقف علينا نحن كنساء كذلك.

لا أعتقد أن المجتمع أصبح مثلما ذكرت، بل هو موجود منذ القدم بهذه الذهنية، بسبب العادات والتقاليد والثقافة، لذلك أرى بأنه من الأسف أن يعاني المجتمع من تحيزات ونظرات سلبية تجاه المطلقات، خاصة وأنه يمكن أن يكون السبب وراء هذا هو الثقافة والتقاليد كما أسلفت الذكر، لذلك يجب التركيز على التثقيف والتوعية، فهذا الامر بدأ يتلاشى في المجتمعات لكن ببطئ شديد.

أعتقد أن الأمر أصبح جزء من مجتمعاتنا بشكل يصعب التغلب عليه، فيتحدث المجتمع عن المطلقات والأرامل وكأن حياتهم انتهت بانتهاء زواجهم وهذا أمر أبعد ما يكون عن ما يحثنا ديننا عليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج سوى بكر واحدة وبقية أمهاتنا كانوا إما مطلقات أو أرامل، وإن دل موقف مجتمعاتنا الحالي على شيء فإنه يدل على ابتعادنا وتجاهلنا لما يأمرنا به ديننا والبعد عن تعاليمه، ومن ناحية أخرى فحتى من لا يملكون مشكلة في الزواج من مطلقة أو أرملة يجدوا صعوبة كبيرة في القيام بذلك، فأنا أعرف بعض الأصدقاء الذين هددتهم عائلاتهم بالقطيعة إذا قام بذلك وللأسف أغلبهم يرضخ لهذه الضغوط ومن الغريب أن النساء يكونوا أكثر الأشخاص تشددًا فيما يتعلق بهذا سواء كانت أم أو أخت أو ما إلى ذلك.

أعتقد أن هناك عدة أسباب وراء نظرة المجتمع السلبية إلى المطلقة، منها:

  1. الفهم الخاطئ للدين: هناك بعض الناس يعتقدون أن الطلاق عيب أخلاقي، وهذا الفهم الخاطئ يؤدي إلى النظرة السلبية إلى المطلقة.
  2. الثقافة الذكورية: في بعض المجتمعات العربية، تُنظر إلى المرأة على أنها ملك للرجل، وأنها مسؤولة عن نجاح الزواج أو فشله. هذا المفهوم الذكوري يجعل المطلقة تُنظر إليها على أنها فشلت في أداء دورها كزوجة.
  3. النظرة السطحية: هناك بعض الناس ينظرون إلى المطلقة من خلال مظهرها الخارجي، ويعتقدون أنها امرأة غير مرغوب فيها. هذا المفهوم السطحي يجعل المطلقة تشعر بالوصمة الاجتماعية.

من أجل إصلاح هذا الأمر، يجب علينا تغيير هذه المفاهيم الخاطئة، وتعزيز الوعي حول أهمية الزواج والاستقرار الأسري. يمكننا القيام بذلك من خلال: التثقيف الديني الصحيح ومحاربة الثقافة الذكورية المتسلطة و تغيير النظرة السطحية عبر الأجهزو التابعة للدولة الرسمية والمراكز الثقافية بإنشاء دورات تثقيفية للشباب والأباء وحتى الأطفال وعبر وسائل الإعلام وهو موجود بالفعل ولكن ليس بشكل كافي لتحقيق نتائج ملحوظة .

أنا أرى المطلّقة بطريقة أخرى، أرى بأنّها امرأة نجحت في اتخاذ القرار بالانفصال والانسلاخ عن زواجٍِ فاشل. علينا أن نبتعد عن هذه الصور النمطيّة التي يرسمها المجتمع وأن نرى الأمور من الزّاوية الصحيحة. أوّلًا فنحن ليس من حقّنا أن ندخل في تفاصيل طلاق الآخرين فهذا شأنهم وحدهم وثانيًا وإن فُرِض علينا الأمر فعلينا أن نحكم بالحق. يعني علينا أن نبتعد عمّا نسمعه من الآخرين ونحكم من خلال ما نراه ونسمعه من الطرفين. فالناس تحب أحيانًا أن تؤلف تفاصيل لا تمت للحقيقة بصلة وأن تغرس بذور الشقاق بين المحبّين. فليس علينا أن نكون أداة لهذا الهدف. ففي بعض الأحيان يكون الحق على المطلقة وفي أحيان أخرى على الزوج.. لذلك ليس علينا أن نضع في ذهننا تصوّرات نمطيّة حول المطلقة بل أن نصغي لها ونعرف موقفها ورأيها وما عاشته. والأفضل؟ أن لا نتدخل أصلًا ونعامل النّاس بالمساواة وعلى مبدأ معاملتهم لنا ،وأمّا الباقي فليس من شأننا.

بعضٌ من المجتمع؟ بل قولي أغلب المجتمع يرجم المطلقة بنظراتٍ سلبية تتدرج من الشفقة و الاستصغار إلى الريبة و ظن السوء و الشك، رغم أن العلل في كل طلاقٍ حاصل لا حصر لها، و منها المعلوم و المشهود، و أخرى من لا يعلمها سوى حيطان البيوت، و قد يحمل الزوج مسؤولية بعضها، و تحمل الزوجة بعضها الٱخر، و بعضٌ منها من كان خارجاً عن إرادة الزوجين سواء، و إنما هي إرادة المكتوب و القدر في فصل هذا الارتباط البشري، إلا أن الناس و المجتمع رغم تهذيب الأنبياء و العلماء لهم قد جبلوا على القيل و القال و ما من أمرٍ يشنف ٱذانهم و يأسر ألبابهم مثل الفضيحة، فهم حين يخبرون بأن فلانة من الناس قد تطلقت من زوجها، لا يقفون عند هذا الخبر و حسب، و يردون الأسباب إلى علم الله، بل إن عقولهم تتوجه بحماس إلى الفضيحة المفترضة المكنونة، و حتى إن كانت أسباب الطلاقة معلنة، فهذا لا يرضيهم، فابريق الشاي الممتلئ و الليل الطويل و الفراغ المميت في أمسيات الغيبة المأفونة تحيل مثل هذه الأحداث إلى مادة دسمة للتحليلات و الدراسات و التكهنات عن السبب المجهول خلف هذا الطلاق، فهذا حال أغلب البشر إلا من رحم ربي، و لا حول و لا قوة إلا بالله، و لا تقتصر هذه الظاهرة على مجتمعنا العربي و الإسلامي و حسب، بل قد تجدها في عموم المجتمعات، قد تختلف بالهيئة و التواتر إلا أنها موجودة عند الجميع، فهي كما أسلفت طبع من طباع عموم البشر، فكلام الناس لا يرحم، و كلام الناس هذا كان فيما مضى يبعث الرعب و الجلل في قلوب النساء و الرجال، و قد يدفعهم للقتل و الهجرة و حرمان أنفسهم مما أحل الله لهم، و كان قوةً رادعة تجعل المرأة تتجرع الأمرين في زواجها التعس عن أن تفكر بالطلاق ولو تفكيراً عابراً، و هذا برأي من أحد الأسباب في تزايد حالات الطلاق في وقتنا الحاضر عما كان هو عليه في الماضي، و رغم ذلك فالأثر ما زال موجوداً و كلام الناس في المجالس أصبحنا نشاهده في الشاشات و شبكات التواصل و مجموعات الوتس اب، و ليس بيدنا أن نوقفه، إلا أنه بوسعنا أن نعي بأن قراراتنا لا ينبغي أبداً أن تتأثر بكلام الناس، رغم مثالية هذا المبدأ و صعوبة تطبيقه على الواقع، إلا أنه يجب أن يكون المسار الذي نتخذه عند اتخاذ أي قرار مصيري كالقران و الطلاق،و هذا أيضاً ما يدقعني إلى اعتبار بعض المطلقات كنساء بلغن من الشجاعة و العزيمة مبلغاً محموداً في رسم حدٍّ لعلاقة ٱسنة مسمومة، فهي بتلك الخطوة الجريئة قد نجحت بتحمل مسؤولية حياتها بل و قد يحمي هذا الضرر الظاهري- أي الطلاق- من ضرر أعظم على أولادها و مستقبلهم، فلتنم قريرة العين تلك الحكيمة و لا ترفع كلام الناس إلى أعلى من وطأة حذاءها، ففي النهاية الخير كل الخير فيما اختاره الله.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.6 ألف متابع