حسام الرحال

22 نقاط السمعة
845 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
1

عن الجبل و الوادي

هذا الطفل هو أنا،وحيداً في الغرفة،مستلقياً على بطني أمام كراس الرسم، تلتمع أعيني ببياض الصفحة التي أعزم أن أرسم عليها، أرسم مجدداً اللوحة التجريدية ذاتها، جبالاً كحروف M متلاحمة طيوراً على شكل رقم ٤، و شمساً ذات أشواك، شجرةً لها جذع مستطيل يعلوه مثلث، ثم نهراً يتعرج، بعد أن أنتهي من أشكالي الهندسية تأتي المرحلة المفضلة لدي و هي تلوينها بالألوان الشمعية المتناثرة بفوضوية أمامي، كمثل العديد من أبناء المدن لم أحظَ بزيارة لأي جبل أو نهر، بل حسبي من
5

قوة الإلحاح

أمام الواجهة الزجاجية يتوقف طفلك و يطلب منك أن تشتري له هذه الدراجة الهوائية، ترفض بدورك هذا الطلب و تشد يده لمواصلة السير، إلا أنه يعود ليطلب منك للمرة الثانية، و ترفض من جديد، بعد قطع مسافة بعيدة عن دكان الألعاب ذاك ترجو أن ينسى طفلك سؤاله و يتشتت بما يراه من بهرجة و زخرف الأسواق، إلا أنه يعود و يطلب منك للمرة الثالثة و الرابعة و الخامسة، و تواصل أنت رفضك اللطيف تارة و الحازم تارة أخرى، إنك متعب
5

ما هو عُذرك المفضّل لتأخرك عن الرد؟

_ لا تؤاخذني كنت مشغولاً _ لا تؤاخذني نسيت الرد، فرغ جوالي من الشحن، لا تصلني الإشعارات اللعينة، زوجة خالي مريضة، وقعت في بالوعة زمكانية،... إلخ. و في أغلب الأحيان لن يعذب مخيلته في ابتكار أي عذر،سوف يكمل معك المحادثة بكل أريحية ضمير، " تمام تمام و الحمدالله كيف حالك أنت"، تهم بالرد و أنت تنظر إلى السطر السابق، سؤالك المخمر منذ أسبوع أو أكثر، حتى أنه لكأن إشارة الصحين المزدوجين قد استحال لونها الأزرق إلى الأخضر من هذه الهوة
6

لن تكون المرأة صديقة للرجل

حسناً رغم أنني أكتب الٱن مختلجاً بأوتار درامية عاطفية إلا أن ذلك لا يستلزم أن يخرج كلامي بالمطلق عن دائرة الحكمة و العقل، نعم قد أكون مندفعاً في حكمي هذا من أثر تجربة شخصية محدودة لا تخولني لأطلق حكماً عاماً كهذا، و قد كان من الممكن على الأقل أن أضع مقولتي هذه في قالبٍ عقلي رصين ليستغيثه أهل القياس و المنطق، أو ربما ابتدأت ببعض الفزلكات الفلسفية أو الاقتباسات المشهورة مما يضفي بعضاً من المهابة الثقافي على وجه هذا البوح
2

ذلك الحزن البهيم

"اركض، اركض و إياك التوقف!" يأمرني الصوت اللاهث في رأسي، لا أدري كم مضي من الوقت و أنا أركض في هذا الوادي، التفت خلفي فلا أجد من الرفاق أحد، استمر بالركض وحيداً تحت شمس القيظ في هذه البقعة النائية، أوتار ساقي الملتهبة و براعم صدري اليابس تناقش مع إرادتي الواهنة فكرة التوقف و الاستسلام، ثم تأتي رصاصة نارية من فوق رأسي لتعزز الفكرة، "قف عندك!!" أقف، أرفع يدي عالياً، أخضع للصوت القادم من الأعلى، يستكين قلبي لطعم النهاية، أخيراً انتهت