لأن ابنه الوحيد مصاب راقد بالمشفى وهو يكاد يموت من الحزن والقلق عليه. سؤالي شيء تافه أمام صحة ابنه. أليس كذلك؟ مع كل تمنياتي للطفل الوحيد بالشفاء العاجل و الصبر و السلوان لأهله، و لكن ماذا سيخسر الأب حين يعاود علي الرد بعد شفاء ولده و يقول " تأخرت عليك بالرد لأن ابني الوحيد كان في راقداً في المشفى" ؟ لا أدري خمس ثواني؟ سبع ثواني؟ لكتابة سطر يفهمني أن من أتحدث معه هو انسان ناضج و عاقل و جدير
0
بعضٌ من المجتمع؟ بل قولي أغلب المجتمع يرجم المطلقة بنظراتٍ سلبية تتدرج من الشفقة و الاستصغار إلى الريبة و ظن السوء و الشك، رغم أن العلل في كل طلاقٍ حاصل لا حصر لها، و منها المعلوم و المشهود، و أخرى من لا يعلمها سوى حيطان البيوت، و قد يحمل الزوج مسؤولية بعضها، و تحمل الزوجة بعضها الٱخر، و بعضٌ منها من كان خارجاً عن إرادة الزوجين سواء، و إنما هي إرادة المكتوب و القدر في فصل هذا الارتباط البشري، إلا
عزيزتي المحتارة: إنني أفهم سبب ضيقك و حيرتك، فهذا السيناريو الذي مر بك، ليس نادراً البتة، بل إنه قد حصل للكثيرات من قبلك، و سوف يحصل للكثيرات من بعدك، قد أنصحك بعدم الاهتمام و إلقاء ذهنك بعيداً عن كل هذا، و محاولة الانشغال بأنشطة مفيدة إلا أنني أعلم يقيناً أن من العسير جداً أن تتجاهلي هذه المحنة، فرأسك الٱن مزدحم بالشكوك و الوساوس، و تريدين إجابة تشفي القلب، ماذا حصل؟ في البداية يتقرب مني، أرى منه الاهتمام و الرغبة في
إنني أجد نفسي عاجزاً أن أتخيل وجود انسانٍ مفرغٍ من المشاعر و العاطفة، بل إنني لا أقدر على التمييز بين الإنسان و عاطفته، و قد يجرنا هذا الحديث إلى الخوض بمسائل فلسفية و أخلاقية أساسية، إلا أنني صراحة لست مؤهلاً بالنقاش في هذه القضايا، فأنا هنا لست مجيباً عن أسئلتك و إنما أحوم حول فكرتك ، فكرة وجود انسانٍ بلا مشاعر، و لا عواطف و لا أحاسيس، فليس من شيء يؤلمه و ليس من شيء يسعده و لا يضج قلبه