حسام الرحال

22 نقاط السمعة
859 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
لأن ابنه الوحيد مصاب راقد بالمشفى وهو يكاد يموت من الحزن والقلق عليه. سؤالي شيء تافه أمام صحة ابنه. أليس كذلك؟ مع كل تمنياتي للطفل الوحيد بالشفاء العاجل و الصبر و السلوان لأهله، و لكن ماذا سيخسر الأب حين يعاود علي الرد بعد شفاء ولده و يقول " تأخرت عليك بالرد لأن ابني الوحيد كان في راقداً في المشفى" ؟ لا أدري خمس ثواني؟ سبع ثواني؟ لكتابة سطر يفهمني أن من أتحدث معه هو انسان ناضج و عاقل و جدير
بعضٌ من المجتمع؟ بل قولي أغلب المجتمع يرجم المطلقة بنظراتٍ سلبية تتدرج من الشفقة و الاستصغار إلى الريبة و ظن السوء و الشك، رغم أن العلل في كل طلاقٍ حاصل لا حصر لها، و منها المعلوم و المشهود، و أخرى من لا يعلمها سوى حيطان البيوت، و قد يحمل الزوج مسؤولية بعضها، و تحمل الزوجة بعضها الٱخر، و بعضٌ منها من كان خارجاً عن إرادة الزوجين سواء، و إنما هي إرادة المكتوب و القدر في فصل هذا الارتباط البشري، إلا
عزيزتي المحتارة: إنني أفهم سبب ضيقك و حيرتك، فهذا السيناريو الذي مر بك، ليس نادراً البتة، بل إنه قد حصل للكثيرات من قبلك، و سوف يحصل للكثيرات من بعدك، قد أنصحك بعدم الاهتمام و إلقاء ذهنك بعيداً عن كل هذا، و محاولة الانشغال بأنشطة مفيدة إلا أنني أعلم يقيناً أن من العسير جداً أن تتجاهلي هذه المحنة، فرأسك الٱن مزدحم بالشكوك و الوساوس، و تريدين إجابة تشفي القلب، ماذا حصل؟ في البداية يتقرب مني، أرى منه الاهتمام و الرغبة في
إنني أجد نفسي عاجزاً أن أتخيل وجود انسانٍ مفرغٍ من المشاعر و العاطفة، بل إنني لا أقدر على التمييز بين الإنسان و عاطفته، و قد يجرنا هذا الحديث إلى الخوض بمسائل فلسفية و أخلاقية أساسية، إلا أنني صراحة لست مؤهلاً بالنقاش في هذه القضايا، فأنا هنا لست مجيباً عن أسئلتك و إنما أحوم حول فكرتك ، فكرة وجود انسانٍ بلا مشاعر، و لا عواطف و لا أحاسيس، فليس من شيء يؤلمه و ليس من شيء يسعده و لا يضج قلبه