هل يستطيع الانسان ،ان يتخلى عن مشاعره نهائيا!؟


إنني أجد نفسي عاجزاً أن أتخيل وجود انسانٍ مفرغٍ من المشاعر و العاطفة، بل إنني لا أقدر على التمييز بين الإنسان و عاطفته، و قد يجرنا هذا الحديث إلى الخوض بمسائل فلسفية و أخلاقية أساسية، إلا أنني صراحة لست مؤهلاً بالنقاش في هذه القضايا، فأنا هنا لست مجيباً عن أسئلتك و إنما أحوم حول فكرتك ، فكرة وجود انسانٍ بلا مشاعر، و لا عواطف و لا أحاسيس، فليس من شيء يؤلمه و ليس من شيء يسعده و لا يضج قلبه بحنين و لا يفيض صدره باشتياق، و لا يتلوى ضميره بالحيرة و الألم بين القلب و العقل، فهل بالإمكان قتل هذا القلب؟ و إسكات صوت الدم؟ حتى يهنأ الفص الأمامي من الدماغ بصوغ الأوامر المنطقية و العقلانية دون أية تشويش أو إزعاج و بكل هدوء و برود، أليس هذا الانسان العقلاني المنطقي البارد هو الانسان الكامل المنشود حبيب الرواقيين و صفيهم؟ ألن تكون الحياة حينها أكثر هناءاً و أطيب عيشاً؟ لا أعتقد هذا يا عزيزي، فإن حياة كهذه على افتراض إمكان وجودها لا تحتمل بل ولا تحمل أية قيمة، فما هي العواطف أصلاً؟ أليست هي انشراح الصدر لدى رؤية البحر لأول مرة، أليست هي البهجة التي تطفح من جلودنا عند النجاح، الغضب الذي يغلي دماءنا و يجعل منا وحوشاً لا تكسر، الشغف الذي يسكر ألبابنا عند أول مكالمة مع الحبيب، و الحزن نعم و الحزن أيضاً الذي يطهر النفوس و المحاجر، الحزن أيضاً لا غنى بالحياة عنه، فقدرتنا على الحزن تماثل قدرتنا على السعادة، فإنني لا أفهم أن انساناً قد يتمنى استئصال شعوره سوى انسانٍ واحد، و هو ذلك الانسان المتألم، من بلغ به الألم حداً لا يطاق، ألا فسلام الله على روح متألمة موجوعة من أمة سيد الخلائق صلاوات الله عليه.

و ليس من شيء يسعده و لا يضج قلبه بحنين و لا يفيض صدره باشتياق، و لا يتلوى ضميره بالحيرة و الألم بين القلب و العقل، فهل بالإمكان قتل هذا القلب؟ و إسكات صوت الدم؟ حتى يهنأ الفص الأمامي من الدماغ بصوغ الأوامر المنطقية و العقلانية دون أية تشويش أو إزعاج و بكل هدوء و برود، أليس هذا الانسان العقلاني المنطقي البارد هو الانسان الكامل المنشود حبيب الرواقيين و صفيهم؟

الرواقية لا تدعو لأن يكون الانسان بدون مشاعر أبدا بل هي فلسفة تحفيزية، بل تدعو للتغلب على المشاعر السلبية عن طريق إعادة تشكيلها وليس تدميرها حتى، بالنهاية أرى أنه مبدأ فلسفي جميل لو تمكنا من اتباعه، ففكرة التعامل مع المشاعر بطريقة تحفيزية وليس سلبية، والسلام النفسي الناتج عن ذلك، يجعل الانسان يركز على أهدافه ويسعى لها.

الفكرة أن صاحب المساهمة @Al12Latifa افترض أن العقلانية تعني عدم وجود العواطف أو المشاعر، في حين أن العقلانية تعني التوازن بين الاعتماد على المشاعر أو العقل في اتخاذ القرار.


أفكار

شارك ما لديك من أفكار هنا، مهما كانت غريبة. اقرأ قواعد المجتمع من هنا ->

83.4 ألف متابع