هل اخبره على ان عدم رده يزعجني ؟!


عزيزتي المحتارة:

إنني أفهم سبب ضيقك و حيرتك، فهذا السيناريو الذي مر بك، ليس نادراً البتة، بل إنه قد حصل للكثيرات من قبلك، و سوف يحصل للكثيرات من بعدك، قد أنصحك بعدم الاهتمام و إلقاء ذهنك بعيداً عن كل هذا، و محاولة الانشغال بأنشطة مفيدة إلا أنني أعلم يقيناً أن من العسير جداً أن تتجاهلي هذه المحنة، فرأسك الٱن مزدحم بالشكوك و الوساوس، و تريدين إجابة تشفي القلب، ماذا حصل؟ في البداية يتقرب مني، أرى منه الاهتمام و الرغبة في التعرف، و في كل يوم أقرأ رسالة منه تعزز شعوري بأنه لا شك مهتم بي، يوماً بعد يوم و رسالة بعد رسالة، ثم فجأة و من غير سابق خلاف أو سبب أو شجار، يتوقف هكذا، يتوقف حتى عن الرد، و و يتركني وحيدة حائرة في بيداء الأسئلة و الهلاوس، إنك بحاجة لإجابة منه، إلا أن عزة النفس و الخوف تحدوكي من مجابهته، لأنك بل لأنكم ما زلتم في هذه المنطقة الشفافة الغريبة التي تسبق كل علاقة، فليس بينكم من التزامات و لا واجبات و لا حقوق، و في الوقت ذاته تشعرين أنه لك حق عنده، حق ضمني عقدته القلوب لا الألسنة، فهذه هي الحال و لا حول و لا قوة إلا بالله، أما إذا كنت تبغين التفسير القاطع لتصرفه، فاعذريني يا أمة الله فإن هذا من المحال، و كل ما أقدره هو أن أمنحك بعض الاحتمالات و الظنون:

١- قد يكون حقّا قد فقد اهتمامه في مواصلة هذه العلاقة، كأن يكون قد تفاجأ بشيء بك، أو أنه خاب أمله بشيء كان يطمح إليه، أو أنه مثل كثير من الشباب أمثاله من الملولين المتقلبين الذين تتقلب ألبابهم تقلب الليل و النهار.

٢- قد يكون خائفاً، نعم، من المحتمل أن الخوف داهمه، الخوف من تطور هذه العلاقة و تقدمها إلى شكل لا يقدر على الوفاء بحقه و حمل أمانته، فهو ظن أن كل ما جرى بينكم ليس إلا ضرباً من ضروب التسلية و تزجية الوقت.

٣- و أخيراً قد تكون هذه حيلة من حيله، يا عزيزتي قد لا تخبرين بشؤون هؤلاء الشباب الصيادة كم أعلم، فإن لديهم من الحيل و الألعاب ما لايخطر على بال العفاريت، إن هذه الاستراتيجية في قطع الإمداد العاطفي على حين غرة، ما هي إلا لعبة أخرى من ألاعيبهم، و هي مستوحاة من أساليب تجار المخدرات ، قد يكون القصد هو الضغط عليك لإجبارك على طلب جرعة أخرى من هرمونات السعادة، قد لا تفعلين هذا و هذا ما أرجوه منك، و قد تستغربين من هذا الأسلوب الدنيء، و لا تفهمين القصد و الفائدة، لكنها مجرد لعبة و أخرى، و لا يهدف أي لاعب سوى لأمر لا شريك له: ألا و هو الشعور بلذة النصر.

ماشاءالله، وكأنني عدت بالسنين إلى الوراء وأتصفح بريد الجمعة في الجريدة، شكراً لك، وجدته الرد العميق، وكأنك وضعت نفسك محلها وحاولت الإجابة بإنصاف على كل التساؤلات التي تخطر ببالها، وجاوبتها على كل الاحتمالات التي قد ترد إلى خاطرها.

أنا أُرجّح خيارك الثالث، لأنه كالسيناريو الذي يتكرر كل يوم.

الفتيات يبدأن بحسن نية، والشباب يحاول أن يوقع بهن تحت مبرر أنها مجرد صداقة، ثم تبدأ الخطة في التنفيذ كسلاح للضغط عليها، بالضبط كمن يتعامل مع المدمن إذا انقطع عنه مايشعره بالسعادة الزائفة تماماً كما ذكرت

للأسف عزيزتي يجب عليك أن تنتبهي لأنك طيبة والطيبات والطيبون في هذا الزمان يتم استغلالهم بشتى الوسائل، فلتقاومي من أجل قلبك النقي، من أجل مستقبلك الكبير الذي ينتظرك في أبهى صورك وحالتك العقلية، اعط مستقبلك كل اهتمامك ولاتضعين سعادتك بين يدي أحد، اطلبيها فقط من الله عز وجل، أسأل الله أن يسعدك في الدارين.


انصحني

مجتمع لطلب النصائح في مختلف المجالات. ناقش واطرح استفساراتك، واحصل على مشورة. تواصل مع أعضاء آخرين للحصول على أفكار وحلول تساعدك في اتخاذ قراراتك.

39.5 ألف متابع