ماذا تنتظرين منه، ولماذا تشغلي بالك بكل هذه التفاصيل إن كان مجرد صديق، يجب أن تقفي مع نفسك، فأنت تتحدثين مع شاب لا تعرفي عنه شيء، ولا عن أخلاقه تجمعكم لعبة فقط، فما تتوقعين منه، تسلى بعض الشيء والآن ربما تعرف على فتاة أخرى، لم تقل له أنه مجرد صديق، لذا يا أختي لا ترسلي له مرة أخرى، وركز ي على حياتك واشغلي وقتك بشيء مفيد، تواصلي مع صديقاتك الحقيقين واجتمعي بعائلتك إن كان لديك وقت كبير. تعلمي مهارة أو طوري من نفسك فنحن بزمن من لا يطور نفسه لن يكون له مكان بعد سنوات، استغلي وقتك بشكل مفيد
هل اخبره على ان عدم رده يزعجني ؟!
عزيزتي المحتارة:
إنني أفهم سبب ضيقك و حيرتك، فهذا السيناريو الذي مر بك، ليس نادراً البتة، بل إنه قد حصل للكثيرات من قبلك، و سوف يحصل للكثيرات من بعدك، قد أنصحك بعدم الاهتمام و إلقاء ذهنك بعيداً عن كل هذا، و محاولة الانشغال بأنشطة مفيدة إلا أنني أعلم يقيناً أن من العسير جداً أن تتجاهلي هذه المحنة، فرأسك الٱن مزدحم بالشكوك و الوساوس، و تريدين إجابة تشفي القلب، ماذا حصل؟ في البداية يتقرب مني، أرى منه الاهتمام و الرغبة في التعرف، و في كل يوم أقرأ رسالة منه تعزز شعوري بأنه لا شك مهتم بي، يوماً بعد يوم و رسالة بعد رسالة، ثم فجأة و من غير سابق خلاف أو سبب أو شجار، يتوقف هكذا، يتوقف حتى عن الرد، و و يتركني وحيدة حائرة في بيداء الأسئلة و الهلاوس، إنك بحاجة لإجابة منه، إلا أن عزة النفس و الخوف تحدوكي من مجابهته، لأنك بل لأنكم ما زلتم في هذه المنطقة الشفافة الغريبة التي تسبق كل علاقة، فليس بينكم من التزامات و لا واجبات و لا حقوق، و في الوقت ذاته تشعرين أنه لك حق عنده، حق ضمني عقدته القلوب لا الألسنة، فهذه هي الحال و لا حول و لا قوة إلا بالله، أما إذا كنت تبغين التفسير القاطع لتصرفه، فاعذريني يا أمة الله فإن هذا من المحال، و كل ما أقدره هو أن أمنحك بعض الاحتمالات و الظنون:
١- قد يكون حقّا قد فقد اهتمامه في مواصلة هذه العلاقة، كأن يكون قد تفاجأ بشيء بك، أو أنه خاب أمله بشيء كان يطمح إليه، أو أنه مثل كثير من الشباب أمثاله من الملولين المتقلبين الذين تتقلب ألبابهم تقلب الليل و النهار.
٢- قد يكون خائفاً، نعم، من المحتمل أن الخوف داهمه، الخوف من تطور هذه العلاقة و تقدمها إلى شكل لا يقدر على الوفاء بحقه و حمل أمانته، فهو ظن أن كل ما جرى بينكم ليس إلا ضرباً من ضروب التسلية و تزجية الوقت.
٣- و أخيراً قد تكون هذه حيلة من حيله، يا عزيزتي قد لا تخبرين بشؤون هؤلاء الشباب الصيادة كم أعلم، فإن لديهم من الحيل و الألعاب ما لايخطر على بال العفاريت، إن هذه الاستراتيجية في قطع الإمداد العاطفي على حين غرة، ما هي إلا لعبة أخرى من ألاعيبهم، و هي مستوحاة من أساليب تجار المخدرات ، قد يكون القصد هو الضغط عليك لإجبارك على طلب جرعة أخرى من هرمونات السعادة، قد لا تفعلين هذا و هذا ما أرجوه منك، و قد تستغربين من هذا الأسلوب الدنيء، و لا تفهمين القصد و الفائدة، لكنها مجرد لعبة و أخرى، و لا يهدف أي لاعب سوى لأمر لا شريك له: ألا و هو الشعور بلذة النصر.
ماشاءالله، وكأنني عدت بالسنين إلى الوراء وأتصفح بريد الجمعة في الجريدة، شكراً لك، وجدته الرد العميق، وكأنك وضعت نفسك محلها وحاولت الإجابة بإنصاف على كل التساؤلات التي تخطر ببالها، وجاوبتها على كل الاحتمالات التي قد ترد إلى خاطرها.
أنا أُرجّح خيارك الثالث، لأنه كالسيناريو الذي يتكرر كل يوم.
الفتيات يبدأن بحسن نية، والشباب يحاول أن يوقع بهن تحت مبرر أنها مجرد صداقة، ثم تبدأ الخطة في التنفيذ كسلاح للضغط عليها، بالضبط كمن يتعامل مع المدمن إذا انقطع عنه مايشعره بالسعادة الزائفة تماماً كما ذكرت
للأسف عزيزتي يجب عليك أن تنتبهي لأنك طيبة والطيبات والطيبون في هذا الزمان يتم استغلالهم بشتى الوسائل، فلتقاومي من أجل قلبك النقي، من أجل مستقبلك الكبير الذي ينتظرك في أبهى صورك وحالتك العقلية، اعط مستقبلك كل اهتمامك ولاتضعين سعادتك بين يدي أحد، اطلبيها فقط من الله عز وجل، أسأل الله أن يسعدك في الدارين.
بعيداً عن التعقيدات الغير لازمة برأيي نهائياً، أنصح حضرتك مباشرةً بالتواصل معه بالمرّات التي أنتِ تشعرين أنّك تريدين التواصل بها، لا تقتنعي بمن يقول لكِ بأنّ هذا صح وهذا غلط، لا وجود لقواعد في العلاقات الإنسانية، أفعلي ما تشعرين بأنّهُ فعلاً يعبّر عن من أنت ويجلب ما تحتاجين إليه ويحقق أهدافك، عيشي حياة بناءً على ما تريدين لا على ما يجب أن تعيشي وتريدي، لذلك أنصحك الآن بالنصيحة العامة: أتركيه فوراً ودعيه وشأنه، فالشخص الذي يريدك لا ولن يوفّر جهداً في ذلك سواء كان الأمر بهدف صداقة أو حب ولكن النصيحة التي أحبّها أكثر، تعنيني أكثر، وهي أن تفعلي تقريباً ما تريدين بالضبط دون أي قواعد ربما قد تضعينها على نفسك، هذه حياة واحدة تعيشينها، أنصح أن تعيشيها كما تشعرين بأنّها يجب أن تُعاش لا كما يقال لك ويُملى عليكِ.
الأمر واضح ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال، فهذا السبب!
تعرفت على شاب من لعبة و اصبحنا نتحدث لكن في البداية انا لم اكن اريد ان اتعرف عليه اضفته فقط من اجل لعب لعبة
وهذه هي النتيجة المتوقعة!
اذا لم ارسل انا رسالة فسوف اجد رسالة منه هوا اخبرته يوما ان علاقتنا ليس علاقة شي اخر مجرد صداقة فقط
عدم الفهم الواضح لطبيعة علاقاتنا مع غيرنا من المؤكد أنها ستتسبب في مشاكل عاجلا أم آجلا، ما يحيّرني هو قولك بأن طبيعة علاقتكما هي صداقة وليست شيئا آخر، وكأن الصداقة بحدّ ذاتها شيئ طبيعي وعادي!
بالنسبة لي هذه الصداقات لا فائدة منها، خاصة أنه لا يمكن التحكم في اتجاهها وطبيعتها خاصة إن كانت في تطور مستمر.
هل اخبره على ان عدم رده يزعجني ؟!
بعيدا عن قصتك مع هذا الشخص، وطبيعة علاقتكما، فقد تفضل الزملاء في مناقشة تلك الجوانب وهم مشكورون، أريد التطرق لنقطة أخرى وهي حول طرح هذا التساؤل على الشخص الذي نحبه من عدمه، هذا التساؤل. يكون القطرة التي يفيض بها كأس العلاقة.
من الأساس؛ بما أنكما كنتما تتحدثان يوميا ولا أريد الخوض في هذا الموضوع، فهو على يقين وعلى علم بأن قطع هذه العادة سيكون له أثر عليك، أي أنه يعلم تماما بأنك ستنزعجين من عدم الرد، والأمر حسب ما فهمته واضح ومفهوم تماما، لكن يبدو أنك لا ترغبين في الاقتناع بالحقيقة، وهي أن سبب تحدثكما ومحادثاتكما هي ليست حول اللعب فقط إنما تجاوزته بمسافة بعيدة.
أريد منك في البداية أن تسألي نفسك «لماذا عدم رده يزعجك؟» كوني صريحة مع نفسك حول السبب، وبناء عليه خذي قرارك، إذا تجاهله لكِ بدأ مباشرة بعدما أخبرتيه أنكم مجرد أصدقاء، فسبب عدم رده واضح، وهو أنه كان يأمل أكثر من ذلك، ولهذا فالأفضل في هذه الحالة أنه طالما حدد موقفه بالتجاهل والابتعاد، بأن تفعلي ذلك أيضا، فهذا أفضل لكما.
أنت تشعرين بالقلق والحيرة بسبب تغير سلوك الشاب الذي تتحدثين معه في اللعبة وهذا الشعور نابع من كون مشاعرك مختلفة عن مشاعر الصداقة وأنما دخلت في حالة اعجاب بالشاب، شباب عندما يشعرون بأنك مهتمة بهم لدرجة معينة سيحاولون الانسحاب لتتعلقي بهم أكثر وهذا من التلاعبات النفسية لبعض الأشخاص المرضى نففسيين عليك الانتباه لها.
من الجيد أن تبدأي بالتحدث بصراحة معه حول مشاعرك وتوترك بسبب التغير في تصرفاته، اسأليه إذا كان هناك شيء خاص يُزعجه أو يُشغل تفكيره رغم أني لا أشجع هذا النوع من الصداقات لأانه يضر البنت أكثر من الشب.
لا تدعي سلوكه يؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك، تذكري دائمًا قيمتك والاحترام الذي تستحقينه في أي علاقة.
التعليقات