لو كان لك الخيار، هل تنقذ تسعة أشخاص، أم شخصا واحدا؟

إذا كنت سأضحي بشخص بقرار مني، فسيكون نفسي لكن لن أوجه السارق نحو شخص آخر بدلا من التسعة وإلا سأجد نفسي مشاركا في جريمته.

لا اعتقد انني سأختار الخيارين، أعتقد أنه من غير الصحيح أن يتم اختيار شخص واحد ليكون ضحية للسارق. القرار الصائب هو السعي لمنع السارق من مهاجمة أي شخص من الأساس، بدلاً من التسبب في أذى لأحدهم.

أعتقد ومن وجهة نظري هذا السارق غير وصيا على أفعالي ولا على قراراتي، فلماذا هو الذي يضعني تحت التهديد والاختيار بين خيارين كلاهما خطأ ولا يتوجب على أي شخص عاقل أن يختار من بينهم، فما سأفعله هو أنني سأتركه وسأبلغ العشر أشخاص أن هناك من ينوي سرقتهم ولن أصمت عن أي فعل خاطىء

تستيقظ من نومك في أمان الله ومازلت تفتح عينك لا تفهم شئ فجأة تجد من يقول لك أنك أمام قطار سيصدم تسعة أشخاص وإن أدرت دفته سيصدم شخصًا واحدًا فقط، لم تفعل شيئًا بعد سوى أن استيقظت من النوم، فجعل العالم منك قاتلًا إما لتسعة أشخاص فتكون مجزرة، أو لشخص واحد.

حسنًا لنناقش هذه المعضلة الأخلاقية، لماذا يتم تخييرنا أصلًا؟ الحياة مليئة بالاختيارات الرمادية، ما بين سئ وأسوأ، وما بين حسن وأحسن، لذلك فهذه المعضلة تعبر عن حياتنا اليومية بشكل كبير، ولكنها تعبر عنها بشكل مبالغ فيه إذ أننا لا يتم تخييرنا يوميًا بين أن نكون قاتلين أو نكون سفاحين، يا رجل ما هذه القسوة!

ولكن إن أردنا أن نحل هذه المعضلة فأعتقد أنني سأهجم على هذا اللص وأصرخ ولو قتلني فلا مشكلة، بدلًا من أن أكون أنا قاتلة، أما في حالة القطار فأعتقد أنني أيضًا سأستخدم أسلوب الصراخ لتنبيه ذلك الذي ترك الدنيا كلها وراح ليقف في وجه القطار.

لا أحب أن يتم ربطي بخيارين فقط، خصوصا أن كلاهما غير أخلاقين بالمرة، لوكان خيار الثالث، لقلت له جرب ذلك إن استطعت، سأقول له أنت تتحدث مع شرطية، كيف تجرأ على قول هذا الكلام، سأجيبه سأختارك أنت لتكون داخل الزنزانة، مارأيك؟

افعل ما باستطاعتي لإنقاذ الجميع و القبض على اللص أو القضاء عليه ، فليس للصوص خيارات أو أعذار !

أعتقد أن الخيار الأخلاقي هو الاعتذار عن قبول العرض والمضي في طريقي إلى وجهتي. فبذلك، لا أشارك في جريمة السرقة، ولا أتحمل مسؤولية اختيار ضحية واحدة على حساب التسعة الآخرين. فإذا اخترت شخصًا ما، فقد أكون قد ظلمته، وأثرت على حياته بشكل سلبي، وأصبحت مشاركًا في الظلم. كما أنه لا يوجد معيار عادل للاختيار، فكل الأشخاص متساوون في الحقوق والكرامة. ولا يمكنني أن أثق في كلام السارق، فقد يكذب علي، ويسرق كل الأشخاص بعد اختياري. وبالتالي، فإن قبول العرض يعني خضوعي لابتزاز السارق، والانخفاض إلى مستوى أخلاقه.

ولكن هذا لا يعني أنني سأتجاهل الموقف تمامًا، بل سأحاول إبلاغ الشرطة عن السارق، وإنقاذ الأشخاص من خطره. فهذه هي واجبات المواطنة والإنسانية. وإذا لم أستطع ذلك، فسأدعو لهم بالسلامة والحفظ من كل شر.

بما أنه لم يسرق أحدا من اولئك العشرة فهو غير مذنب ولايمكننا إدانته بمجرد التفكير بالسرقة واتغاضى عن الأمر مبدئيا وأوافق بالعرض . وبعدها انصح العشرة بأن يحذروا فإن المكان غير آمن ويجب أن يحافظوا على مقتنياتهم أثناء سيرهم