أنظر إلى الحياة كما لو كانت تتحرك على رقعة الشطرنج

يقول ماركوس أوريليوس:"لديك سلطة على عقلك - وليس الأحداث الخارجية. أدرك هذا وستجد القوة.". فنحن بحاجة حقًا للتحكم في أي سلوك نراه بأعينا، بحاجة لمعرفة نقاط قوتنا وضعفنا كذلك والوعي الذاتي وممارسة التأمل، فوفقًا لكثير من الدراسات ممارسة التأمل قد تساهم في تحسين الذكاء العاطفي و التحكم في ضبط النفس، ايضًا الثقة بالنفسة له دور في ذلك، ممارسة الرياضة لها دورٌ في إفراز الناقل العصبي والمسؤول عن ضبط النفس والشعور بالراحة أثناء مواجهة مواقف عصيبة. كذاك ممارسة تمارين التنفس والحصول على قسط من النوم.

لكن علينا أن نكون واقعيين يا صديقي. ففي نهاية اليوم، وعلى الرغم من مختلف أنواع الصرامة والعقلانية التي نتزيّا بها، نجد أنفسنا أمام مشكلة العاطفة، تلك الطبيعة الإنسانية التي تنبئنا بأننا بشر في النهاية مهما حاولنا، وأننا سوف نتكبّد عناء مواجهة عواطفنا وقلوبنا عاجلا أو آجلا. ما الذي يجب أن نفعله في هذه الحالة؟ كيف نقاوم؟ لأنني بصراحة غير مقتنع بفكرة فعل الأمر أو النهي في المساهمة، فالتحكم في المسألة ليس بهذه السهولة.

لا تأخذ كل شيء على محمل شخصي.

أعتقد بأن هذه الجملة أفضل عقار للتعاسة، حقيقة لماذا تؤثر بنا كل كلمة أو كل موقف من شخص عابر؟

لقد كنت شخصية حساسة، واخذ كل كلمة على محمل الجد، لكن طاقتي كانت مستنزفة في الحزن والاستياء

إلى أن قررت أن أتوقف عن التأثر بما يقوله الآخرون!

ولكن هذا ليس بالأمر السهل، استغرق مني عدة سنوات حتى استطعت التحرر من سلطة كلام الآخرين علي.

وإن ما ساعدني حقاً هو اليقين التام بأن نظرة الأشخاص لي أو للناس من حولهم تنبع من نظرتهم لأنفسهم، فلو اقتنعنا جميعا بهذه الفكرة الحقيقية لأصبحت حياتنا أبسط.

كلام الآخرين هو مرآه لأنفسهم، فكل وجهة نظر لديهم تنبع من داخلهم هم ، لا من داخلك أنت.

الحياة رحلة مليئة بالمنعطفات يا خالد، ويمكن أن نشعر أحيانًا وكأننا ضائعون في متاهة بدون طريق واضح إلى الأمام. في مثل هذه الأوقات، قد يكون من المفيد التراجع خطوة إلى الوراء والنظر إلى الحياة على أنها رقعة شطرنج. تمامًا كما هو الحال في لعبة الشطرنج فإن كل خطوة نقوم بها لها عواقب، ويجب أن نكون استراتيجيين في أفعالنا إذا كنا نأمل في النجاح. من خلال التعامل مع الحياة بهذه الطريقة ، يمكننا اكتساب الوضوح والمنظور ، واتخاذ القرارات التي ستقودنا إلى حيث نريد أن نذهب.

هذا النوع من ضبط النفس يحرّر ويقوّي بشكل هائل.

بالطبع ، الحياة لا يمكن التنبؤ بها أو السيطرة عليها دائمًا ، وستكون هناك أوقات نواجه فيها تحديات أو نكسات غير متوقعة. في هذه اللحظات ، قد يكون من المفيد أن نتذكر أنه تمامًا كما في لعبة الشطرنج ، يمكننا دائمًا إعادة التجميع وإعادة التفكير في استراتيجيتنا والقيام بخطوة جديدة. من خلال احتضان عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ بالحياة ، يمكننا التعلم والنمو من تجاربنا ، ونصبح أكثر مرونة وقدرة على التكيف نتيجة لذلك.

عمومًا فكرة رؤية الحياة على أنها لعبة دائمًا تفوز، لأنها تستحق أن تكون كذلك، ولا وصف أنسب من هذا. لعل الشبه بينها وبين اللعبة يكمن في تكوينها من مراحل، ومستويات،وكذلك تجميع نقاط، ومكسب وخسارة. ببساطة كل ما في الحياة يقول إنها لعبة.

إذا فعل شخص ما شيئًا سيئًا لك، تحكم في عواطفك. لا تتفاعل. لا تنزعج. أنظر إليها على أنها حركات على رقعة الشطرنج.

لا أعتقد أنّ هذا الأمر مفيد فعلاً للصحة النفسية حتى ولو كان مفيداً للحياة فعلاً ويحقق لك ما تريده، لسنا آلات، لا يمكن أن نعيش كذلك، أنت تقول يجب أن تعيش وكأنّك على رقعة شطرنج كتشبيه حقيقي لنا بأنّ البشر يجب أن يتحوّلوا إلى آلات في فهمهم للعالم وعيشهم فيه.

هذا الأمر يُسمى في علم النفس وبحسب متابعتي للدكتور أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية هو كتم حقيقي للمشاعر، لا صبر ولا تعايش ولا يمكننا أصلاً من تجاهل وإنفاذ هذه الطاقة، أي أنّها تبقى مختزنة في الجسم ولا تُعبّر عن نفسها إلا بأمراض نفسية أو ربما عضوية إن زاد الأمر وتعاظم، الآن هل هذا يستحق فعلاً منّا هذه التضحية؟ برأيي بالمرّة، الأمر أبسط وأسهل من هذه التعصّبات، الحياة لا تستحق كل هذا الكبت والتشنّجات.

التحكم بعواطفنا ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، لكنه ممكن إلى حد معقول. وتزداد قدرتنا على توجيه عواطفنا بازدياد الخبرة والحكمة والمعرفة. مما أفادي كثيراً في حياتي، مطالعة بعض كتب التنمية الذاتية والروحية القيمة، وسعيي المستمر للتحكم بالأفكار والمشاعر بدلاً من ترك نفسي ريشة في مهب الرياح كما يفعل غالبية الناس. لكن ما يزال الطريق طويلاً دون شك.

هناك اختلاف كبير في تفسيرنا لم يحدث وذلك دائما ما يكون وفقا لمكاننا اما جزء من اللعبة او من يشاهدها.

هذه مرحلة من التنور برايي لا يصلها الا قلة ، لطالما نظرت بدونية الى اولئك العاطفيون سريعي الغضب والاشتعال الذين يهتاجون عند سماع اقل كلمة لا تعجبهم او تخالفهم وترى كيانهم النفسي يوشك على التداعي امام اتفه نقد ، ان مقياس النضوج بالنسبة لي يعتمد على عاطفية الأفراد ، كلما انخفضت نسبة العاطفية لديهم كانوا اكثر نضجا ، والعكس صحيح ، رغم ذلك لا يمكن نكران ان هؤلاء العاطفيين هم الاكثر صدقا والأقل نفاقا بين الناس لانهم يعيشون وفق مبدأ (اللي بقلبي ع لساني)