الخوف أمر طبيعي، لكنه في نفس الوقت يشكل تحدياً يجب على من يخوضه أن يتمتع بالمرونة الازمة ليواجه خوفه، وهذا هو جوهر الشجاعة الذي نناقشه معا اليوم.

كيف أعالج نفسي من الخوف؟

عندما نطلق مفهوم مواجهة الخوف فنحن لا نريد القتال معه، بل فقط تجاوزه والقدرة على التأقلم من الإحساس به، ومن الأمور التي تساعد على مجابهة الخوف الآتي:

  • يجب التعرف على حقيقة الشيء الذي نخاف منه، لأن الخوف يتغذى على الظن وهو ابن الجهل، ولذلك علينا أن نبصر طبيعة الأشياء على حقيقتها، لكي نتمكن من مواجهة مخاوفنا تجاهها.
  • التعرض مع أخذ الحيطة والحذر للأمر الذي تخاف منه بشكل آمن، بحيث يمكنك استكشافه عن قرب، ولكن هذا في حالة كان ما تخاف منه ليس خطراً في حد ذاته.
  • كما ويمكن العمل تعديل طريقة تفكيرك في الأمر المخيف، ومحاولة إيجاد جوانب إيجابية وأسباب مقنعة لوجوده في الحياة، وبالتالي تبدأ معتقداتك السلبية عنه في التلاشي.

ماذا يفعل الخوف في جسم الانسان؟

بعد استكشاف مخاوفك والتخلص منها، ستدرك أن أسباب الخوف كلها كانت نتيجة أفكار مغلوطة، حفزت الدماغ ليبعدك عن الخطر المحتمل، ولهذا فإن الخوف يعتبر وسيلة نجاة بالنسبة للمخ، ومن أهم أعراض الخوف في أجسامنا التالي:

  • الإحساس بالخوف يحفز الجسم على إفراز هرمون الادرينالين، الذي ينشط العضلات والأعصاب ويجعلها تعمل بأقصى قدراتها، ليساعدنا على التعامل مع الخطر.
  • يضعنا الخوف الدماغ بين خيارين سريعين هما المواجهة أو الهرب، وهذا يجعل ردة فعلنا تجاه الخطر سريعة، ولذا قد ينقذ الخوف حياتنا في مواقف كثيرة.
  • لذا إن أردنا تعريف الخوف الطبيعي فهو: يعتبر جهاز إنذار مبكر ومتطور في أدمغتنا، يهدف إلى التنبؤ بالأخطار القادمة، ويحاول إبعادنا عن مصدرها، بهدف حماية الجسم من أي أذى محتمل.

ما هي اسباب الشعور بالخوف؟

كما ذكرنا يعتبر الخوف جهاز إنذار مبكر لذلك فإنه وبعد تحول الخطر الطبيعي عن حياة البشر، صار الإنذار يتنبه إلى تهديدات جديدة نابعة من الظروف المغايرة التي صار يعيش فيها، ومن أبرز أنواع الخوف الجديدة التالي:

  • المشاكل الاجتماعية والأسرية والنفسية، والتحديات الوظيفية في البيئة المحيطة بنا، تعتبر من أخطر أنواع الخوف التي نواجهها يومياً.
  • الأزمات الكبرى، أو التهديدات التي تؤثر سلباً على المجتمع الذي نعيش فيه، وتجعل نظرتنا للمستقبل قاتمة ومخيفة.
  • الاخبار والمواد الإعلامية السلبية، التي تعرض أعمال العنف أو الأخبار والتصريحات الباعثة على القلق من تبعاتها.

علاج الخوف من الناس

إن الطريقة الأمثل للتعامل مع أنواع الخوف الثلاثة السالفة الذكر هي: التحكم في طريقة استقبالنا لها، وطريقة تعرضنا لها أيضاً، ومن السبل الدفاعية الجيدة للتحكم في تلك المخاوف التالي:

  • الحرص على سعة الاطلاع والنظرة الشمولية ورؤية الأمور بالزاوية العريضة، لتجنب الفهم الخاطئ والتفسير المغلوط، الذي يجعلنا نسيء الظن ويغذي مخاوفنا الدفينة.
  • قلة التعرض للمواد الإعلامية بكل اشكالها، إلا عند اللزوم، وتمضية الوقت في نشاطات وفعاليات مفيدة مع الأسرة والأشخاص القريبين منا.
  • البعد عن الظنون والتوقعات السلبية، والبناء على الواقع وما يبدو لنا منه فقط، لأن معظم مشاكلنا مع الخوف نابعة من عالم الوهم والظنون.

يعتبر الإقتراب من المخاوف وفهمها هو أفضل وسيلة للقضاء عليها، لأن المجهول هو أهم أسباب الخوف، لذا من الطبيعي أن تقوم أدمغتنا بتحذيرنا منه لحمايتنا، ولذلك علينا أن نحارب الوهم إذا أردنا ترويض الخوف.