تُعد تجربة القرود الذي أجراها عالم النفس الأمريكي "هاري هارلو" درسًا هامًا في علم النفس الاجتماعي، حيث سلطت هذه التجربة الضوء على سلوكيات تقليدية مُتوارثة لا أساس لها من الصحة، فقد قام بوضع خمسة قرود داخل قفص وعلق موز في الأعلى وتحته سلم للصعود فقام أحد القرود بالصعود لأخذ الموز فتم رش القردة بالماء البارد وتكرر ذلك أكثر من مرة حتى فهم القردة أن الذهاب لإحضار الموز يعني الرش بالماء البارد، فتم إخراج قرد واستبداله بقرد جديد فحاول أخذ الموز فقامت القردة بضربه ومنعه وتم إخراج قرد آخر من القدامى وإدخال قرد جديد فيتم ضربه حتى تم إخراج جميع القرود القدامى الذين كانوا في بداية التجربة وأصبح هناك جيل جديد يضرب أي قرد يحاول الوصول الى الموز دون فهم السبب الحقيقي بعد استبدال الجيل الأول.

في التجربة تُهاجم القردة الجديدة لمجرد محاولتها الوصول إلى الموز، خوفًا من عقابٍ لا تُدرك سببه في الواقع، وقد نرى سلوكيات مشابهة عندما يُقاوم المجتمع أفكارًا جديدة أو مُختلفة خوفًا من التغيير.

بينما تتعلم القردة الجديدة سلوكيات العقاب من القردة القديمة دون فهمها في الواقع، وقد نرى سلوكيات تقليدية مُتوارثة في المجتمعات دون فهمٍ لأصلها أو سببها.

فلا تُحاول القردة القديمة شرح سبب العقاب للقردة الجديدة، بل تُشارك في العقاب دون تفكير في الواقع، وقد نرى سلوكيات مشابهة عندما يُشارك بعض الأشخاص في ظلمٍ أو اضطهادٍ دون فهمٍ لدوافعه.

هل تعتقد أن تجربة القرود تُمثل واقعنا بشكل دقيق؟

وما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتغيير سلوكياتنا؟