هل يمكن أن ينجح الذكاء الاصطناعي في كتابة الشعر العربي الأصيل؟

ممكن الذكاء الصناعي المقدرة على كتابة الشعر العربي الأصيل، ولكن النجاح في هذا الجانب يعتمد على عدة عوامل. منها

يعتبر الشعر العربي الأصيل فنًا معقدًا يتطلب الفهم العميق للغة العربية وتقافتها ومتطلباتها ، بالإضافة إلى قدرة فريدة على التعبير الجمالي والابتكار الشعري.

صحيح ان التكنولوجيا في مجال الذكاء الصناعي في تقدم مستمر ، فإن القدرة على فهم الشعور الإنساني والانغماس في الثقافة والجوانب العاطفية للشعر لا تزال تعد تحديا كبيرا للذكاء الصناعي . حسب تجربتي مع الذكاء الصناعي قد يكون قادر على إنتاج وتأليف قصائد بنية صحيحة واستخدام الألفاظ الشعرية، ولكن من الصعب عليه أن ينتج قصائد تحمل في طياتها العمق والروح الفنية للشعر الأصيل.

بشكل عام، يمكن للذكاء الصناعي أن يكون أداة قد تساعدنا في إنتاج الشعر العربي الأصيل، حيث يمكن استخدامه لتوليد الأفكار أو إبداع البنية الشعرية. ومع ذلك، فإن الشاعر الإنسان سيظل العنصر الأساسي في خلق الشعر الحقيقي الذي يستلهمه من دواخله وثقافته كغيره من الجوانب في الشعر وغيره فلا استغناء ابدا عن البشر ولا تفوق .

للأسف الذكاء الاصطناعي محظور في مصر، كنت اتمنى ان ادخل له الان واطلب منه ان يكتب لي قصيدة عربية لاعرف النتيجة، واما اذا اردتي دراسة الشعر العربي فأنا عندي منهج لدراسة جميع علوم اللغة العربية مرورا بالطبع بعلم العروض

في الحقيقة يا خلود هذا الموضوع بالفعل يستحق نقاشا وبحثا في حالة أصبح الأمر بالفعل واقعا، فعلى الرغم من أن الذكاء الصناعي يعد تطبيقاً متقدماً للتكنولوجيا يحمل العديد من المزايا، إلا ان الشعر العربي الأصيل هو الأخر يعد فناً يتطلب الإبداع والجمالية.

ربما قد يتمكن الذكاء الصناعي من توليد بعض الأبيات الشعرية، إلا أنه برأي المستحيل أن يستطيع إنتاج قصيدة كاملة تنتمي إلى الشعر العربي الأصيل، وذلك لأن الشعر العربي يحتاج للكثير المشاعر والإحساس زتجربة انسانية معاشة.

الا ان الشئ الذي ربما يمجح فيه الذكاء الصناعي هو تحسين بعض جوانب كتابة الشعر العربي، مثلا استخدامه في تحليل أساليب الشعراء العرب وتحديد الأنماط الشعرية الخاصة بكل شاعر.

لا اعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر علي مجاراة الشعراء العرب، نعم اعترف انه يمكن ان يأتي بقصيدة موزونة بوزن وقافية وعلي بحر شعري معين، ولكن القصيدة عند تحليلها سنجد انها لا ترقي أن تكون ندا للقصائد العربية.

لأن الشعر يحتاج إلي إحساس وعاطفة معينة تجاه الموضوع، والذكاء الاصطناعي يفتقر لهذا الشعور العاطفي.

فعندما ننظر الي قصائد العرب نجد أنه تم اختيار الألفاظ بعناية فائقة، لدرجة أنه لا يمكن استبدال لفظة بأخري مرادفة وإلا فالمعني سوف يختل.

يعتمد الأمر على تعريفنا للأدب بصفة عامة. فإذا كان الغرض من الأدب هو الجسم الخارجي للنص، فإن الذكاء الاصطناعي مثله كمثل الكتّاب المتزمّتين، قادر على نظم الشعر والنثر.

أمّا بالنسبة للتعريف الجوهري للأدب، والذي يعتمد على طبيعة الإنسان ووجهة نظره في العالم، فإن الأمر هنا لا يمكن أن يتخطّى المحاكاة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكي الشعر ويخرج به من إطاره بحدود. لكن فيما يخص اللغة الشعرية وأساليب تركيبها، فالأمر مختلف. وهنا، أرى أن التبرير الذي أوجده نعوم تشومسكي فيما يخص الذكاء الاصطناعي وافيًا بعض الشيء، حيث صرّح بأن الذكاء الاصطناعي يحاكي اللغة بصورة دقيقة. لكنّه لا يمنحنا تصوّرًا حقيقيًّا عن فهمها وفهم طبيعتها.

ربما سيبرع الذكاء الاصطناعي يوماً بكتابة الشعر العربي نسبياً. لكنه لن يستطيع سوى محاكاة الهوية الخارجية للشعر لا جوهره المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعواطف والتجارب البشرية. الذكاء لا يدرك حقيقة الحياة والموت، ولم ولن يختبر المرض والفقد والمشاعر المختلفة التي يتمخّض عنها الشعر، الذي يتجاوز مجرد مسألة نظم الكلمات بطريقة جميلة إلى نقل وتصوير الأحاسيس الداخلية والأفكار الإنسانية. الشعر تجربة إنسانية كما تفضلتِ، وسيبقى تجربة إنسانية خالصة.

شخصيا لن أطلب منه أن يكتب شعرا؛ بل أن يعلمني كيف أصبح شاعرة جيدة، لأن الشعر لا يمكن أن يكون إلا تجربة إنسانية

نتِ في بداية المساهمة متخوّفة جداً من أنّ الـ ai قد يصل إلى مرحلة يكتب فيها الشعر العربي الأصيل، ومن ثّم بدأتِ تُثبتين هذا الأمر ولكن مساهمة حضرتك لم تكتمل بسبب الجملة الأخيرة التي أعتقد أنّها أصحّ معلومة وردت فيها ويمكننا بهذه المعلومة أن نبني عليها كل ما نتوقّعه بالفترة القادمة، الشعر لا يمكن أن إلا تجربة إنسانية، لكن لماذا؟ لإنّ من لا يتألّم لن يعرف الكلام فعلاً عن الألم، لن تغدو طريقته إلّا وصفاً غاية في الاتقان، لكن من قال أن الإنسان يبرع في كتابة الشعر لاتقانه؟ بل يبرع لإنّهُ يقول كلمة مناسبة أمام رجل يبحث عنها، يشعر بها ولا يعرفها، حين قال مثلاً محمود درويش بأبسط جملة مُمكنة: لا شيء يُعجبني - هذه جملة بسيطة ولكن لماذا حوّلها الناس ودرويش إلى شعر يؤثّر فعلاً في نفوسنا؟ لإنّ الأمر مبني على مُعطي ومتلقّي، والأهم من ذلك بأنّ هذه الجملة مبنية على تجربة إنسانية، وأنّ هذه الجملة بالضبط التي نحتاجهاولذلك أثّرت فينا، الآن ترجمي الجملة ذاتها للإنكليزية وتلقّيها بثقافة البريطان: i dont like anything، جملة باردة جداً تدلّ على التذمّر بصيغة عادية غير شعرية أو فنيّة بالمرّة، أتمنّى أنني وضّحت مقصدي.

شخصيا لن أطلب منه أن يكتب شعرا؛ بل أن يعلمني كيف أصبح شاعرة جيدة، لأن الشعر لا يمكن أن يكون إلا تجربة إنسانية.

الشعر تجربة انسانية لكن تطلبي من الذكاء الاصطناعي يعلمها لك، جملة متناقضة بكل المعايير زميلتي يبدو أنها من صنع الذكاء الاصطناعي، أمزح معك.

يمكن أن تعلميه أنت الشعر، تكتبي شعر وتطلب أن يقلدك، الصراحة لست من محبي الشعر ولا أقرأ للشعراءن لو تشاركينا بعض الأبيات التي تحبينها، ربما يحن قلبي وأحاول القراءة فيه.

لأن الشعر لا يمكن أن يكون إلا تجربة إنسانية.

وهذه إجابة سؤالك خلود، فالشعر برأيي ليس مجرد نظم لكلمات مقفاه، وإنما صور ومشاعر ومعان ظاهرة أحيانا، ومكنونة أحيانا أخرى..

وهو ما لا يقدر عليه أي ذكاء، سواء أكان صناعي أو حتى طبيعي؛ فالأمر مرتبط بالملكة والموهبة الشعرية، وليس بالذكاء.. وإلا كنا وجدنا نوابغ الرياضيات والعلوم الطبيعية والإنسانية، ينظمون شعرا لا يبارى!

ينبع الشعر من العواطف والاحاسيس وليس مجرد كلمات تساق في قالب وزني ربما يستطيع ظبط الحروف لتتوافق مع الوزن لكن قطعا لن يستطيع صياغة تراكيب وصور تعبر عن مشاعر او أحاسيس