تخيل لو استطعنا اكتشاف بداية وباء قبل حدوثه بأسبوعين، بشكل يعطينا الوقت الكافي للاستعداد والاحتياط، هل هذا خيال علمي؟ إنّه أقرب مما تظن إلى الواقع!

كشفت دراسة بعنوان "الحسّاسات الاجتماعية للتشخيص المبكّر للامراض الانتقالية" أن مراقبة الشبكات الاجتماعية يمكن أن تساعدنا في تحديد المراحل المبكرة لانتشار الأمراض المعدية، وتقدّم معلومات مهمّة للأفراد والمسؤولين الصحيين.

أي نعم، أيّها المنعزل، صديقك الاجتماعي المختلط بالناس، يتعرّض للمرض بشكل اسرع منك!

أجريت الدراسة خلال فترة تفشي الإنفلونزا في كلية هارفارد عام 2009، وتابعوا فيها 744 طالبًا، وجدوا النتيجة مفاجئة! الوباء حدث وانتشر في مجموعة الأصدقاء قبل 13.9 يوم من المجموعات الأخرى التي لم تكن بينها صلة!

أظهرت الدراسة أن الأفراد ذوي الخصائص المعينة في الشبكة، مثل الذين يملكون علاقات كثيرة ومعارف مختلفين، كانوا يصابون بالإنفلونزا قبل غيرهم. بعبارة أخرى صديقك الاجتماعي!

من خلال مراقبة صحّة صديقك الاجتماعي، نستطيع أن نكتشف الانفلونزا مثلًا وبقيّة الأمراض قبل أن نتعرّض لها، ونتدبّر ونحتاط!

الدراسة لا تنطبق فقط على الحالات الصحية، يمكننا من خلالها أن نفسّر التفشّي السريع للظروف النفسية والسلوكية بين افراد المجتمع، بشكل يجعلنا أكثر توقّعًا لها، وأكثر تمكنا من اتخاذ الاجراءات التي تساعدنا على التحكّم بهذه الظواهر.