تغيير المسميات.. هل يعمينا عن حقيقة الأمور؟

 السخرية والاستهزاء بالآخرين صار تنمرًا

ليس ذلك فقط، بل إنً كلمة " تنمر" أصبحت تضم طيفاً من الدلالات و المعاني. فأيما أنسان يتنكر لي أو يستهزأ بي أو يشتم أو يضرب أو يكشًر أو ..أو إلخ... أو أي من الأفعال السلبية التي تعبر عن تعاملات الناس مع بعضهم البعض أصبحت تنضوي تحت كلمة " يتنمر أو متنمر أو تنمر." الحقيقة هذا تقزيم لمعاني و دلالات الشعور ودلالات الكلمات التي تضم طيفاً واسعا من المعاني عندنا في لغتنا الثرية جداً! وكلمة " تنمر" موجودة في معاجم اللغة العربية وهي تعني " التلبس بصفات النمر" ومعروف عن النمر أنه حيوان شرس غدار ليس له إباء وكرامة الأسد مثلاً ولذلك عندما ننعت بها أي إنسان فإننا نشبهه بالنمر من حيث الخسة و النذالة و التصرف المزري السيئ. هذا هو المعنى الأصيل.

الذي أرفضه وأستهجنه أنً تضم تلك الكلمة هذا الطيف الواسع من المعاني: فإذا شتم طالب زميله في المدرسة نقول تنمر وإذا نظر إليه نظرة ازدراء نقول تنمر وإذا ضربه نقول تنمر وكأن لغتنا عقمت فليس فيها إلا تلك الكلمة!!

هل التفنن في اختراع أسماء جديدة للأمور يصلح منها أو يجملها؟ لماذا أصبحنا نمارس هذا الأمر بكثرة الآن؟ هل هذا هرب من الحقيقة؟ 

الحقيقة فيما يبدو لي أننا رحنا نترجم تلك الكلمة الإنجليزية ( Bullying) بالتنمر. فلما شاعت عندهم رحنا نبحث عن مقابل لها في لغتنا فشاعت تلك الكلمة على الألسنة وهي كلمة تستخدم في مواقف خاطئة. ذات مرة أم تلميذ في الصف الرابع تقول أن تلميذاً آخراً " تنمًر" على ابنها!! ضحكت من الكلمة ومن استخدامها في ذلك الموقف وقلت: هم أطفال لا يعرفون التنمر....فقط أطفال أشقياء...لا داعي لتلك المصطلحات العجيبة!!

الغريب أني حينما بحثت عن أصل كلمة ( Bully مشتقة من الألمانية القديمة boele ) وجدت أنها كانت تعني في البداية تودد و تحبب إلى شخص آخر. كانت تعني ( lover or sweetheart) هذا في البداية في اللغة الإنجليزية القديمة ثم تصحفت فصارت زميل أو صاحب طيب ثم انقلبت اليوم إلى الضد وتصبح بمعنى جبان خسيس يعامل الآخرين معاملة غير لائقة!!

هناك من الناس من يعتبر اللغة كائن حي يتطور ولا يصح أن نعترض على ذلك وهناك منهم من يعد ذلك خروج على الأصل و تصحيف وتخريب. إلى أيً رأي تميلين رغدة و لماذا؟

في مجتمعاتنا العربية أصبح ابتداع أسماء جديدة باللغة الأجنبية أسلوبا يتبعه الكثيرون على اعتقاد منهم أن ذلك سيرفعهم إلى مكانة اجتماعي أرقى. حقيقة فإن هذه الأساليب الركيكة تهدد وجودنا الثقافي والحضاري . فهل أساس الحضارة إلا اللغة؟ وهنا دائما أسأل نفسي سؤالا آخر " لما الغرب لا يتفاخرون بلغتنا العربية كما نتفاخر بلغتهم؟ ببساطة لأنهم لا يعيشون مثلنا مرحلة إنكار الذات . أنا أعتقد وبشدة أننا لا نحافظ على إرثنا الحضاري إلا من خلال اللغة لأنها حقيقتنا ووجودنا واللغة التي أنزل بها القرآن.

هل التفنن في اختراع أسماء جديدة للأمور يصلح منها أو يجملها؟ لماذا أصبحنا نمارس هذا الأمر بكثرة الآن؟ هل هذا هرب من الحقيقة؟ 

أنا لا أرى الأمر من هذه الناحية، بالنسبة لي أجد أن الشخص يختار الكلمات التي يفضلها ويرتاح بها وهذا حقه لا يجعله يهرب من الحقيقة ليس في أمر بسيط كهذا. ولكن إن كان الهدف إنكترًا فنعم ممكن القلق من هذه الناحية.

أيضًا كل زمن وله مفرداته الخاصة الفتي تميزه عن غيره من الأزمنة أو الأماكن. وإذا كان استخدام مصطلحات معينة عن غيرها سوف يؤدي إلى شعور البعض بالنقص فيمكن اعتبارها مشكلة لكن بشكل عام، هي ليست كذلك.

المهم ليس في المسميات، الأهم هو المعنى الحقيقي الذي تعكسه التسمية، احيانا تغيير المسميات له انطباع مغاير عن المفاهيم والأفكار التي ترتبط بها هذه المسميات. ومع ذلك، قد تكون بعض المسميات القديمة قد انتهت صلاحيتها أو لم تعد تناسب الظروف الحالية، لذا قد يكون من المفيد تحديثها لتعكس الواقع الحالي.

احيانا تغيير المسميات يكون مفيدًا أيضًا في بعض الحالات، استخدم تغييرها في ملخصات الدروس، عندما اريد فهم مصطلح معين معقد لابد ان اغير له تسمية حتى اتمكن من استرجاعه وتذكره، ومن المهم أن نكون حذرين في تغيير المسميات وألا نقوم بتغيير كل شيء بشكل مفاجئ، بل ينبغي علينا تقييم الأسباب وراء الحاجة إلى التغيير والتأكد من أن التغيير سيكون مجديًا ومناسبًا.

أرى الأمر عادي جدا ياأستاذة رغدة

وهو من نتائج العولمة .. حيث ينظر للثقافة الغربية نظرة أنها تعكس الدلال والرخاء والتطور

من فتن هذا العصر ومن مفاسد هذا الزمان أن الأشياء تسمى بغير أسمائها ويقلب الحق باطلا، والباطل حقا. فتسمية الأمور بغير مسمياتها يعتبر من الخدع الشيطانية، ومن تلبيس ومكر أهل الباطل.

فنجد في هذا العصر والزمان أن يسمّى الاحتيال شطارة وذكاءً، والكذب والنفاق دبلوماسية، والرشوة إكرامية، والانحلال حرية، والرذيلة والعري فناً، والزنا علاقة عاطفية، والمجاهرة بالمعاصي انفتاح. بل تعدى هذا الأمر الأمور الدنيوية إلى الأمور التي بها تشريع ديني لا يقبل الجدل ولا النقاش، فعند التحدث عن أم المنكرات الخمر، أطلقوا عليها مشروبات روحية، والربا أرباح وفوائد وهنا بالذات نحتاج إلى وقفة.

نعم وصل فيهم الحال إلى أن يسموا البنوك الربوية والتي تتعامل بالربا والعياذ بالله إلى بنوك تقليدية، وكل ذلك لتجميل الباطل وجذب العميل لذلك، دون خوف ورهبة من الله سبحانه، أو أنهم يكونون في غفلة، فوالله إن ذلك لهو الخسران. ألم تسمع بقول ابن عباس رضي الله عنهما عندما قال ((يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب، ثم قرأ: فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) (تفسير الطبري). ألم تسمع قول رسول الله ﷺ عندما قال ((لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها)) (سنن أبو داود). تغيير الأسماء غير مستغرب فقد أخبرنا بذلك نبينا ﷺ فقال ((ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)) (ابن ماجة). والله إن هذه الآيات والأحاديث النبوية تقشعر لها الأبدان وتخشع لها القلوب وتدمع منها العيون وترتجف منها الشخوص وتهز الوجدان، لمن في قلبه مخافة الرحمن. ربي اعصمنا من الخمر والربا والفواحش وسوء الأعمال، واغفر لنا تقصيرنا.

تغيير المسميات كذلك تستخدم لتقبيح شعائر الدين وحتى ينفّروا منها المسلمين وغير المسلمين. فقد سمعنا من يطلق على الحجاب رجعية أو خيمة، والجهاد الصحيح بأنواعه إرهاب، والمتمسك بسنة المصطفى ﷺ متزمت أو متطرف، والعالم الذي لا يفتي على هوى الناس متشدد وأما المتساهل متنور ومعتدل، وهكذا.

بالمقابل هناك مصطلحات أخرى يستخدمها الإعلام ليجمل صنيعة الآخرين، فعند تفجيرهم لأهداف بالخطأ كما يدعون، قالوا نيرانا صديقة، وعندما احتلوا الدول سموها استعمارًا وليس احتلالًا. للأسف الكثير يردد على حسن نية مقولة استعمرنا من الدولة الفلانية، مع العلم أن كلمة الاستعمار جاءت من التعمير. فقط ضربت هذا المثال فقط لتوضيح حقيقة هذا الأمر وخطورته وكيف يجر الإنسان رويدا رويدا إلى مبتغاهم.

يجب أن يكون عندك اليقين أن تغيير الاسماء لن يغير حقيقة المسمى، ولن يجعل الحقَّ باطلًا ولا الباطل حقًا، ولا الحلال حرامًا ولا الحرام حلالًا، إنما هي مصائد نصبها شياطين الإنس والجن، فلنحذرها.

مقال منقول للدكتور . هشام كلندر.

أعلم أن هناك الكثير من الناس صار يمتعظ ويضيق صدره ويكره أي موضوع يذكر فيه الجانب الشرعي الذي أمرنا الله به وجعله منهاج لحياتنا، ولكنها الحقيقة التي لا مفر منها شاء من شاء وأبى من أبى.

تغيير المسميات نتيجة طبيعية للتطور الالكتروني الذي ربط الشرق بالغرب

ترى الغربييون يتكلمون بعض المصطلحات العربية متل

ان شاء الله

يلا

بس

والله

وهم يحبون ذلك وجزء انه يكون cool

فعادي التمازج الفكري دوما يحدث

ربما ليس بنفس شدة تاثرنا نحن بالغرب وهذا بسبب اختلاف التواجد الاعلامي

المساهمة هنا تناقش أكثر من نقطة يا رغدة.

الأولى: تسمية الأشياء العادية بالإنجليزية، مثل green burger !

الثانية: تلوين الحقائق باختراع مسميات عربية لسلوكيات محرمة دينيًا أو غير مقبولة مجتمعيًا، مثل المشروب الروحي!

الثالثة: تعميم مصطلحات غريبة كما تفضلتِ بذكر التنمر.

أما عن الأسباب، فلا أراها إلا هزيمة نفسية، لو كنتِ قرأتِ كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ستعرفين أن المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده.

• الحقيقة: أن الأمر بدأ يجري وينتشر بشكل سخيف.
• الوهم: أن الأمر يعطي طابعًا حضاريًا. وهذا بعيد كل البعد عن التحضر.

أجد أن الامر تقليد أعمى وخصوصًا مع ظهور فئة الفاشنستا والبلوجر، التي تريد كل منهم إضفاء أسلوبًا خاصًا يحفز حفظ اسمها لدى المتابعين، حيث أنني عندما أسمع فتاة تقول طبخنا ملوخية أمرًا لن يجعلني أضغط لأنظر لصفحتها للأن الأمر طبيعي ولكن عندما أجدها تقول جرين سوب سيدفعني الفضول لرؤية ما هذه الفتاة.

لأننا لو نظرنا يا رغدة لن تجدي احدًا بالحي سيقحم الألفاظ المغايرة أو المستبدلة، بعكس ما نجده على مواقع التواصل الاجتماعي لا أعلم يكون النص واضح بالعربي والفتاة وكأنها لا تجيد الوصف العربي " سألبس بليزر جرين، وهيلز أسود، وجلاسس" لا أعلم ما الهدف ولا أجد الأمر له أي ايجابيات.

🔦

تغيير المسميات مما يخدع العقول البسيطة التي لا تفرق بين المظهر و الجوهر و الخيال و الواقع فإن كان أسم إنسان عادي عبقري الطب الحديث قد يلتصق وعي العقل البسيط باللقب و يهمل حامله و يعتبر كل ما يصدر من صاحب اللقب الذي ليس له علاقة بالطب و العبقرية مصدر أساسي و مرجع علمي و لحل هذه المشكلة يجب أن نعتاد على التحليل و الربط بين ما ينعكس على العين و ما يكتشفه الفكر فيه.