مؤخرًا وتحديدًا قبل ثلاثة أيام، انتشر تصريح مثير للجدل لضحى العريبي الناشطة التونسية أو كما يقال بأنها صانعة محتوى- لا أعلم هل هي حقًا هكذا أم لا ولكن شئنا أم أبينا هي تعد من مشاهير المحتوى- على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، التصريح مفاده أن هذه الناشطة تركت التعليم كون مستواها الدراسي متدني عند العام الأخير من التعليم الأساسي ومن ثم اتجهت إلى العمل في صناعة المرطبات ثم إلى وسائل التواصل الاجتماعي والذي غيّر مجرى حياتها لتصل إلى ما وصلت إليه الآن.

الأمر لم يتوقف عن ذلك، بل كشفت هذه الناشطة عن عائدها المالي عبر برنامج على قناة تونسية محلية أنها تتقاضى 6500 $ أمريكي، بالطبع ليس في شهر وليس في أسبوع، إنما في ساعة! وهنا اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات.. هنالك من يندد ويستنكر هذه التصريحات بدعوة أنها إعلان للانقطاع عن الدراسة، وهنالك من أشاد بها.

أنا هنا لن أناقش المناصرين لتصريحات الناشطة بل سأحاور وأناقش من شن هجوما عليها ورأي بأنها تدعو بهذه التصريحات إلى الانقطاع والكف عن التعليم وأن التعليم قد يجلب المال الحياة الكريمة مستقبلا، حسنًا لنكون موضوعيين و لنقف قليلًا على رواتب المدرسين، الأطباء والمهندسين في بلدك- بالطبع لم أتحدث عن طوابير الخريجين والذين انهوا الدراسية الجامعية سواء كان من مرحلة البكالوريوس أو حتى الدراسات العليا والذين قد ينالوا فرصة مؤقتة في العمل- كم برأيك يتقاضوا؟ نأخذ مثالًا من مدينتي، فالمدرس قد يتقاضى مبلغ 6500 $ في خمسة أو ستة شهور! بالطبع قس على ذلك الوظائف الأخرى. وربما الامر لا يختلف كثيرًا في بلدك.

أمام هذه الحقيقة المرة؛ ألا يمكن أن نتساءل عن مستقبل الطلاب والذي يجتهدون في سبيل الحصول على وظيفة بعائد مالي يناسب متطلبات حياته؟!

هل حقا التعليم الثانوي والجامعي لا تقول لي بأن الحصول على الشهادة الثانوية والجامعية قد يجعلني شخص غير أمي ومتعلم ، لأن هذا غير صحيح، فمسألة الامية قد نقضي عليها من خلال الانتهاء المرحلة الابتدائية أما مسألة أن نكون مثقفين ومتعلمين قد نكتسبها من القراءة والتعلّم الذاتي؟