من البديهي أنّه بمجرد دخول الشخص في علاقة إنسانية أيًا كان نوعها (صداقة، زواج،.. إلخ)، فإن هذا يكون إعلانًا بتسلمه مسؤوليات وواجبات ملزِمة تجاه الطرف الآخر. 

كأي شخص طبيعي فبالنسبة لي عند الدخول في علاقة وإقحام شخص في حياتي لا يغيب عن عقلي أبدًا أن أسأل نفسي هذا السؤال: "هل أنا مستعدة حقًا لإعطائه حقوقه؟" فإذا كانت الإجابة بـ"لا" فإنني لا أتردد في غلق صفحة هذه العلاقة قبل أن تُفتَح؛ ويمضي كلٌ منا قدمًا في طريقه متمنيًا للآخر كل التوفيق. 

لا أعتقد أن أحدًا سيعارض مبدأي هذا، يبدو طبيعيًا، ولكن ما ليس بالطبيعي هو أن يتعدى الأمر كل الحدود إلى رفض كل العلاقات والابتعاد الفوري عن أي شخص يريد البقاء، وهذا هو الحال لدى البعض حين يتحول رفض العلاقات إلى خوف من الالتزام أو فوبيا مرعبة، حتى أن هناك حالة من الخوف معروفة لدى الأوساط النفسية وهي "الجاموفوبيا" أي رِهاب الزواج. 

أشكال الخوف من الالتزام كثيرة قد تتمثل في: 

  • الخوف المبني على تجارب سيئة سابقة
  • الخوف من التعرض للأذى من في العلاقة 
  • الخوف من الفراق والنهايات الحزينة
  • الشك في القدرة على تنفيذ الوعود المُقدمة
  • الخوف من فقدان الحرية
  • الخوف من التسبب في خذلان للطرف الآخر
  • الخوف من التحولات والتغيرات الحياتية المترتبة على بدء العلاقة

 في الحقيقة إن خوف بعض الأشخاص من خوض العلاقات لا يعني بالضرورة أنهم يكرهون الناس، هما فقط يهربون من المسؤولية والالتزام وأشياء أخرى.

حدثوني عن تجاربكم مع من يعانون من فوبيا الالتزام.. إذا سبق وأن قابلت أحدًا يخشى الاستمرار في علاقة معك، فكيف تعاملت مع الأمر؟