العالم مكان خطير, ليس بسبب أولئك الذين يفعلون الشر، ولكن بسبب أولئك الذين يراقبون ولا يفعلون أي شيء، ما رأيك؟

في الصبيحة الموالية قام جارنا وهو رجل كبير في السن و ذو سمعة طيبة بإحراق أكياس البلاستيك والأوراق والقاذورات التي جلبتها الرياح تحت الشرفات ولن احدثكم علي كمية الدخان التي دخلت الشقق ناهيك عن الروائح.

لعل ذلك الرجل الطيب المسن لم يسمع أو يصله نداء المكبر يا حورية!

يقول ألبرت أينشتاين: "العيش في العالم خطير ليس لأن هناك من يزرع الشر بل لان هناك من يقف متفرجا ولا يتدخل".

ولماذا كان أينشتاين نفسه من زرع الشر يحنما أبلغ الرئيس الأمريكي روزفلت بإمكانية صنع قنبلة نووية عام 1939 فنتج عنها ما نتج؟

عموماً المقولة صحيحة؛ فالناس مطبوعون على الشر و على الخير أيضاً ولكن نزعة الشر تغذيها عوامل كثيرة جداً ولذلك وجب أن يقف لهم الخيرون ولكن قد لا نستطيع أحيانا مجابهة قوى الشر وحدنا لأن قوى الخير غير كفء لها.

في هذا الزمان الذي نعيشه، أصبح هناك تشويه لكل المعاني التي كان يعرفها الإنسان، لم يعد أحد يرى بوضوح ويستطيع التفريق بين الخير والشر، أو المنفعة والضرر، الإنسان المعاصر يستقبل ما يصل إليه كما هو، لا يمتلك أدوات تحليل المبادئ التي تطرأ عليه، لذلك قد يتفق الكثير على أمر بأنه خير وهو الشر بعينه.

ولكن من وجهة نظرك ما الذي دفعنا لما نحن عليه اليوم؟

في الصبيحة الموالية قام جارنا وهو رجل كبير في السن و ذو سمعة طيبة بإحراق أكياس البلاستيك والأوراق والقاذورات التي جلبتها الرياح تحت الشرفات ولن احدثكم علي كمية الدخان التي دخلت الشقق ناهيك عن الروائح.

إن صمتنا على أفعال هذا الرجل الخيّر و ذو سمعة الطيبة، هل سيتوقف عن هذا السلوك؟ ربما يتمادى مستقبلًا أيضًا في أفعال أخرى.

نحن نعّول على مثل هؤلاء الأشخاص، وإن استمروا في خطأهم و صمتنا على أفعالهم، اعتقد أنه مستقبلًا لن نجد أخيار البتّه.

أنا لست مع التدخل في افعال الاخرين ولكن مع مع التدخل إن كان فعل هذا الشخص سيؤثر علينا أجمعه.

سلوك وفعل مثل إحراق  أكياس البلاستيك وخلافه لن يؤثر على صحة هذا الشخص بل كل من يسكن في محيطه.

.لو عدنا ادراجنا لوجدنا بأننا كسبنا أعداء وتركنا أحبابا لأتفه الأسباب .

هل سيتركنا الحبيب لمجرد أننا طلبنا منه التوقف عن فعل سلوك غير مرغوب! إن كان كذلك فهو لن يكون شخص طيب !

فالواقع لا أتفق مع هذه الفكرة، فالعالم شرير لأن به أناس يقومون بالشر ولا جدوى من محاولة جعل جريمتهم أقل لأن هناك من يشاهدون.

الإنسان لا يشاهد لأنه يريد أن يشاهد ولا يتدخل ولكن هناك عوامل كبيرة قد تدفع الإنسان لعدم التدخل عند رؤيته لجريمة أو موقف شر، ولا يمكننا لومهم رغم أن التدخل أمر بطولي ومن هذه الأسباب:

• الخوف من الخطر: فكيف يمكنني أن ألوم من شاهد شجارًا مسلحًا وقام بالهرب بدلا من المساعدة في فضه؟ ماذت سينوبه سوى مظاهر البطولة بعد فقدان حياته؟
• الحاجة إلى قائد: هناك ظاهرة سيكولوجية قرأت عنها من قبل تقول إن ذكاء الإنسان وقدرته على التصرف يقل وسط مجموعة، وإن أغلب الناس بداخل مجموعة يحتاجون لشخص ليحركهم وبالتالي يعتقد كل إنسان أن الأخر سيتحرك أولًا ويخشى تحركه منفردًا فلا يتحرك أحد.

وإن كانت تلك طبيعة البشر فالأولى في رأيي أن نلوم المجرم بدلًا من لوم الجمهور الذين حتى وإن ارادوا التحرك فيوجد ما يمنعهم.