لا تخلو هذه الفترة الأجواء حولنا من صورة لـ ميدوسا ومُرفق فوق الصورة كلام يُدمي القلب ويثير الغضب ..

في البداية مَن هي ميدوسا ؟

ميدوسا شخصية أسطورية مُجنّحة، كانت من ضمن الجرجونات الثلاثة (ميدوسا، شينو، يوريال) وقد عُرف عنها الجمال الفائق حدّ الافتتان، لكن هل تأتي لحظة تنقلب بها النعمة لعنة على صاحبها؟

بالفعل، هذا ما شاع حدوثه عند قيام ميدوسا بعملها في المعبد الخاص بالملكة أثينا، رآها بوسايدن ملك البحار وافتُتن بجمالها وقرر اغتصابها، من شدّة خوف ميدوسا من بطش أثينا كتمت السر، ولكن سرعان ما عرفت أثينا ولم تعاقب الجاني، بل عاقبت المجني عليها ميدوسا، لتُصبّ عليها لعنة القبح فيغدو وجهها رمزًا القبح وشعرها الجميل مشبوكٌ بالثعابين.

هذه كانت الرواية الأكثر شيوعًا عن مقتل ميدوسا، ولكن هل انتهى الأمر عند هذه الأسطورة؟

بالطبع لا، فقد انتشرت هذه الفترة على وسائل التواصل الاجتماعي أعدادٌ هائلة من الفتيات اللاتي تعرضن للإعتداء من الأقارب والأغراب، وكانوا يكتمون ما مررن به سنوات طوال حتى تشجعت واحدة تلو الأخرى على ذِكر تجربتها الصادمة والآثار النفسية المُحطمة لتعرّضهن للاعتداء، لنرى صورة الميدوسا مُرفق بها الكثير من المآسي التي يصعب على العقل البشري استيعابها.

الأمر أثار جدلًا كبيرًا بين مؤيد ومتعاطف، وبين معارض وبشدّة، من الناس مَن قال: دعوهم يملكوا الشجاعة الكافية للحديث عساهنّ يتخلصنّ من ندبة نفسية بشعة كهذه، ومنهم من قال: وماذا بعد جمع التعاطف وكلمات الأسف على وسائل التواصل؟ وهناك فئة تطرقت لمسألة الستر ، ويكأنّ هؤلاء الفتيات يفضحن أنفسهن بعد ما أمر اللّه لوقائعهن بالستر ، ويكأنهن المتسببات بها!

ماذا عنكم يا رفاق، أتؤيدون مشاركاتٍ كهذه على وسائل التواصل وترون فيها نُصحًا للأُخريات، أم أنها أحداثٌ عابرة ستأخذ وقتها وتمضي وكان من الأفضل لهنّ ألا يطرحن وقائعهنّ ؟