الكثير منا سمع عن تجرية الإعدام تلك حيث اعتقد المحكوم عليه بأنه يتم تصفية دمه فمات بعدها بدقائق على الرغم من أن قطرة دم واحدة لم تنزل منه في الحقيقة. فهذه التجربة حقيقية 100% وغيرها الكثير من التجارب التي تثبت تأثير الأفكار والمعتقدات الملموس على جسدنا ووظائف أعضائنا.
فعلى سبيل المثال، قد أثبت العلاج الوهمي، أو ما يعرف ب"Placebo Effect" فعالية علاجية مثبتة ولا يمكن نكرانها. فيوهم المريض أنه يتناول دواء يحمل شفاء لمرضه بينما الحقيقة هي أنه يعطى مادة لا تأثير فعلي لها ولكن بسبب قناعات المريض ووهمه، تتحسن حالته فعليا. فهل تلاحظون أننا في الكثير من الأحيان نبدأ باستشعار تحسن بعد تناولنا للدواء فورا؟ على الرغم من أن عمله وتأثيره يحتاج وقتا وهي فقط حالتنا النفسية التي تحسنت؟
فإذا ما هو السر وكيف يمكن لقناعات وأفكار غير ملموسة بإحداث تغيير ملموس على الجسد؟
السر يكمن في اللاوعي الذي يتحكم بنا وبوظائفنا الجسدية واضطرابتنا النفسية وهو مصدر كل قراراتنا ورغباتنا ومخاوفنا. فبكل بساطة واختصار، عندما يتكون إيمان راسخ ومتجذر في عقلنا اللاواعي، سيقوم بتحويله إلى حقيقة فعلية من خلال تحكمه وسلطته على الجسم. ولكن لماذا لا يحدث هذا التأثير دائما؟ فقد نتساءل عن أشخاص تفاءلوا بقدرتهم على الشفاء وأظهروا أملا كبيرا، ولكن حالتهم لم تتحسن أبدا. فهذه الحالات موجودة فعلا والسبب هو أن إيمانهم لم يكن مترسخ لدرجة كافية لإحداث تغيير جذري.
وبغض النظر عن الدراسات والتجارب العلمية، أنا أؤمن بالعلاقة بين الأفكار والصحة من ملاحظات حياتية وتجارب شخصية وأجد أن تأثير الأفكار يتخطى حدود الجسد ليؤثر على مجرى حياتنا، وأعتبر أنه بمجرد تغيير حقيقي لنظرتنا للأمور وقناعتنا، سنجد نوعية مختلفة من الأحداث والفرص تتسهل لنا.
فهل تشاركونني موقفي هذا وهل مررتم بتجارب تدعم هذا المبدأ وما هي الطرق التي تعتمدونها لترسيخ قناعات إيجابية والتخلص من الأفكار السلبية المعيقة؟
التعليقات