يكمن النجاحُ قي البداياتِ، فكيفما كانت البدايةُ يكون النجاحُ ورغمَ ذلك نجد أنّ الكثير ممن يطمحونَ لتحقيقِ أحلامِهم يتجاوزون البدايات، البداياتُ هي التخطيطُ الفكري والرسمُ المبدأي والعصفُ الذهني وتحديدُ النقاط. البدايةُ هي الخريطةُ التي تعين صاحبَها على وضعِ قدمِه على عتبةِ الطريقِ الصحيح.

ماهو النجاح؟

النجاحُ والإنجازُ مترادفان لمعنى واحد، فالنجاح هو الإنجاز. والإنجازُ أبوابُه كثيرةٌ لا تعد ولا تحصى، قد يظنُّ الإنسانُ أنّ النجاحَ هو ما يتعلق ببناءِ شخصِه وعقلِه وفكرِه، وهذا الظن بعيد عن الرحابةِ. فالنجاحُ ليسَ مع نفسِك فقط وإنما مع الآخرين أيضاً.

إدخالك السرور على قلبِ طفلٌ، مساعدتُك للضعفاءِ في أيِّ مكان، نجاحُك في توصيلِ معلومةٍ لشخصٍ، تخفيفُكَ عن الاخرين مصائبهم، إصغاؤك لأحدهم، تحررك من سلوكِ القطيع، إثراءُ معلوماتِك اليومية، الاهتمامُ ببنائك الفكري، تطوعُك لخدمةِ المجتمعِ، والكثير الكثير من الإنجازاتِ التي تعتبرُ نجاحاتٌ حياتية مستمرة. أعطِ لنفسِك عشرَ دقائق اكتب فيها تلك الإنجازات التي حققتها في حياتك وعندها ستتعرف على نجاحاتك.

النجاحُ الكمي والكيفي

يركز الراغبون بالنجاحِ الطامحون لتحقيق أهدافهم على النجاحِ الكمي لا الكيفي. فالمهم أن يجمع أكبر قدر ممكن من النجاحات بشكل أو بآخر دون دراسةٍ للنجاحِ وطرائقِه وأساليبه والتخطيطِ له، الاهتمامُ بكيفية النجاحِ يجعلُ المتطلعَ له يخططُ للمدى البعيدِ ليبقى النجاحُ والإنجازُ مستمرين دون انقطاع، ويصبحُ عقيدةً يؤمن بها، فلا يملُ في منتصفِ الطريقِ من الجهدِ المبذولِ لتحقيقِ أحلامه.

يحتاجُ الإنسانُ ان يركز في نجاحه كلَّ مرة ويتساءل ما الأسبابُ التي يسرتّ النجاحَ وكيف تم وما السلبياتُ التي تعرضتُ لها، وكيف استطيعُ تطويرَ الطريقةِ في المراتِ القادمة. وإن وقعت في أخطاء فما هي، وهل أسلوبي في التعامل مع الإنجازات صحيح أم أنه يحتاج لتغيير. وهل أستطيعُ أن أنجحَ في كلِّ مرة، ماهي الظروف المحيطة المساعدة، ماهي العوائق التي واجهتني

استمرارية النجاح

يحتاجُ الناجحُ أن يدرسَ نجاحاته دراسةً بعيدة المدى ليبقى النجاح له عنوان ويستمر دون انقطاع كعادة تعوّد أن يفعلها يومياً، ليس صعباً أن تكونَ منتجاً تحددُ عادة يومية تفعلها كإنجاز يُسجل في ميزان حسناتك. الأمرُ في غاية البساطة، استعن بالله ولا تعجز وانوِ رغبتك في تحقيقِ النجاح لله تعالى، عندها ستستيقظ وتحمل بين جنباتك الأملَ في يومٍ مشرق مليء بالإنجازات، أطعم فقيراً، أسعد قلباً، بر والديك، تكلم بلطف، اسقِ قطة، اروِ زرعاً، تصدق، مارس رياضة المشي، تلك المشاريع الصغيرة قد تقودك لمشاريع أكبر، فتفتح لك أبواب الحياة المغلقة. المهم أن تستمر دون توقف.

تأثير أفكارنا

لتخترعَ عاداتٍ مستمرةً يلزمك تغيير وتحرير أفكارك. فكلُّ تغيير في السلوك لابد أن يسبقه تغيير في الأفكار. أفكارُنا تصنعُ نجاحاتنا. والله سبحانه وتعالى يقول: “إنَّ اللهَ لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم” [الرعد، ١١] وقال تعالى: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53].

ليس هناك حاجة لدورات تغيير الأفكار فكل ما في الأمر أن تجلسَ مع نفسِك وتضعَ خطةً للأفكار الجديدةِ التي ستعينك على تحقيقِ أهدافك، وقبل أيِّ خطة استعن بالله تعالى على الإنجاز، فلن تنجح دون طلبِ العونِ من الله سبحانه وتعالى. أكتب أفكارك الإيجابية وما تنوي عمله يومياً لتشعرَ بنشوةِ الإنجازِ وسعادةِ الانتصار على الذات.

بعد كتابةِ الأفكارِ الجديدةِ أنت بحاجة لأن تغرسها في نفسك كقيَم راسخةٍ لا تتزعزع، والقيمُ تحتاج لترتيب؛ الأهم فالمهم. لذلك تعرف على أولويات القيم، ما القيمةُ التي تسبقُ الآخرى وما التي تأتي في المقدمة. الترتيب مفيد لأولئك الذين يخططون جيدا.

يقولون “فكّر خارجَ الصندوقِ” والمفروض ألا يكون هناك صندوق أصلاً فتخرج كلّ الأفكار بلا قيودٍ ولا حدود، أفكارٌ خلاقة تخدمُ الفردَ والمجتمعَ وتصنعُ جميلَ العادات التي تبني يومَك وتجعل منك منجزاً مبدعاً. فكّر حلل نفذ وانشر أفكارَك في كل مكان، فستجد أرضاً خصبة يوماً ما فتزهر.

نجاحاتُنا من أفكارِنا فنحن من يصنعُ النجاحَ بقليلٍ من الأريحيةِ والتحررِ والارتقاءِ في التفكيرِ. اجعل يومك مليئا بالإنجاز لتسعدَ بقيةَ أيامك