طالبة تذبح زميلها بالسكين ولكن بدون اي ضجة اعلامية!

جرائم القتل والذبح تحدث في كل مكان وزمان وفي كل سنة يتم تسجيل العديد من الحوادث في كل بقاع العالم, ولا يتم تداول أخبار الرجال الذين يذبحون زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم خلف الأبواب المغلقة إلا كأخبار عابرة في مصر أو غير مصر, لأن المختلف في جريمة ذلك الشاب أنه قام بها بشكل علني أمام أنظار الناس وأمام بوابة الجامعة والناس قامت بتصوير بعض جوانب الجريمة بهواتفهم وتناقلوها فيما بينهم مما جعلها حديث القاسي والداني, أما جريمة هذه الفتاة فتمت في الخفاء وتم إخفاء الجثة كأي جريمة قتل أخرى تم الكشف عن ألغازها من طرف المحققين لاحقا...لو أنها قامت بذبحه علانية أمام بوابة الجامعة لتداول الإعلام قضيتها أيضا بنفس الشكل, المسألة لا تحيز ولا شيء.

طبعا لم تأخذ أي وزن إعلامي، فالمجني عليه ليس طالبة جميلة مدعومة من تيارات النسوية المنافقة.

الأمر ليس ضد الرجل أو ضد المرأة، الطريقة البشعة التي تمت بها الجريمة وعلى الملأ والمكان وتصوير الحادثة من المتواجدين هو ما ساهم في انتشارها بهذه الطريقة، في نفس الوقت الجريمة التي وقعت للفتاة الأردنية لم يتم التطرق لها مثل جريمة نيرة.

العنف منبوذ على كل الأطراف سواء ذكر أو أنثى فما بالك بالقتل والقتل عن عمد وإصرار مسبق وبتلك الطريقة المفزعة، علينا أن نراجع حساباتنا وما آلت إليه الأوضاع والتأسف على ذلك وليس التفكير في الذي حصل هو وقع على المرأة أو الرجل.

في البداية اسمها نيرة وليس منيرة والسبب الذي جعل حادثتها تلقى تلك الضجة الإعلامية هو تصوير الجريمة بالفيديو مما ساعد على انتشارها وترك مجالًا للصدمة وللنقاش حول الموضوع وهو ما لم يحدث في الجريمة الأخرى

لذلك فالإعلام ليس متحيزًا ضد الرجل في هذه الحالة (ربما يكون في حالات أخرى) ولكن سماع خبر غير مشاهدته

وقد حصل في نفس الدولة جريمة مشابهة قريبة حيث قام رجل بذبح رجل أخر وقد انتشرت الجريمة أيضًا بسبب تصويرها.

لذلك فإن تبرير القتل في الحالتين أمر خاطئ والمعلومات التي نقول فيها أن شخصًا ما خدع أخر أو إلى أخره هي دوافع للجريمة وليست مبررات لها ودواعي أكبر لطلب العدالة.

وسواء كان الضحايا أبرياء أم لم يكونوا فهذه معلومة لا تهمنا على الإطلاق فالجريمة جريمة مهما كانت بواعثها ودوافعها وضحاياها.

بدايًة الفتاة اسمها نيرة وليست منيرة.

ثانيًا، القتل العمد وعن سبق اصرار وترصد لا يمكن تبريره بغض النظر عن الاسباب مثلما قلت، إذا هنا متفقين.

بالنسبة للفتاة التي قتلت زميلها يجب أن يتم محاكمتها وبأقصى العقوبات جراء فعلتها وكذلك الامر ينطبق على قاتل نيرة.

ولكن المهم ان الاعلام شرقا وغربا متحيز ضد الرجل.

ربما أخي أن قصة قتل نيرة كانت على الملا وأمام مرآى الكثيرين. جميعنا رأي جريمة القتل، على العكس من حادثة الطالبة وقتل لزميلها. الامر ليس متعلق لا بالرجل ولا بالمرأة. كل ما فيه أننا أصبح بعضنا يتعاطف مع القتلى للأسف.

لا يمكن إنكار نصيب الرجال من الظلم، ولكن قبل اتهام الإعلام بأنه منحاز ضد الرجل، يجب النظر بموضوعية ومقارنة أعداد المجني عليهم من النساء والرجال وستجد أن أعداد الجرائم التي يرتكبها الرجال ضد النساء أعلى بأضعاف مضاعفة. فالإعلام ليس بريئا في الكثير من الأحيان ويجب أن يتم تسليط الضوء على كل الشناعات إلا أن هذا الاتهام باطل تماما.

لان القانون سیقوم بمعاقبه المجرم اذا کانت امرأة ، هقوبه تصل للاعدام ، مثال الام العراقیه التی رمت اطفالها فی النهر ، حکم علیها بلاعدام مرتین ، بینما الرجل حتی لو صور الجریمه ، حتی ان سبق القتل تعذیب للضحیه فان اقصی حکم یحصل علیهه لا یتعدی السجن ثلاث سنوات ، لا یحصل اعدام ، مثلا ارجع للقضایا السابقه و شوف بنفسك كم واحد انعدم من الرجال ، و اذا تعدی حکمه الثلاث سنوات فیکون السبب ، جرح مشاعر الری العام و کذا امور و لیس عقاب علی ان هو قاتل ، اما القتل عقوبته لا یقل عن ۳ اشهر و لا یکثر عن ۳ سنوات

للأسف طريقة التداول ظالمة بشدة، سيدي يوميًا في مصر تحدث آلاف حالات القتل من رجال لنساء، والعكس ولا يعرف عنها الإعلام شيء، أنا أعيش في مدينة حدث فيها العديد من حالات القتل في الآونة الاخيرة، قتل بشع حقيقة ولم يضج الإعلام بها بل لم يتم نشر أي شيء عنها ولا اعرف حتى إلى أين وصل الحكم فيها.

فالأمر ليس بسبب كون نيرة فتاة، ولكن بسبب أن الحادثة وقعت في العام أمام عيون آلاف البشر دون خوف أو تردد من القاتل، ولو كان الوضع معكوس ولو كان الضحية رجل والقاتلة بنت لتداول الاعلام الأمر بنفس الصورة.

كنتُ قد استمعتُ لمقابلةٍ مع مسؤول أمنيّ لدينا عن شيوع حالات القتل أو الجرائم البشعة، وقد ذكر أنّ هنالك حوادث بشعة وقعت في الماضي بناء على سجلات الأمن ولكنها لم تحظ بالتغطية الإعلامية ولم يتداولها الناس إلا على نطاق ضيق، وهذا قد لا يتعلق فقط بوسائل التواصل بل بالحادثة نفسها، يمكنني أن أضرب مثالاً عن فلسطين وكيف أنّ حالات الاستشهاد والأسر والتهجير وهدم المنازل لا يتم تغطيتها بنفس الكثافة لسبب أو لآخر، الإعلام ليس بريئاً بالطبع من التحيز، وليس كل من ينشر ينشر لتعاطفه مع الضحية وغضبه على الجاني، وطبعاً هنالك إعلام وفاعلون على وسائل التواصل متحيزون ضد الرجل، ولكنّ هذا لا ينفي أنّ النساء هنّ الأكثر تعرضاً للعنف والظلم في مجتمعاتنا رغم أنّ ذلك لا يعني أنّ كل امرأةٍ مظلومة بالضرورة، ما يهم في النهاية بعيداً عن تضخيم الأمر إعلامياً من عدمه هو أن ينال الجاني العقاب الذي يستحقه، وأن توجد قوانين ومؤسسات تساهم في التقليل من هذه الجرائم عن طريق العقوبات الصارمة، وأن لا يسمح للأفكار التي تبرر العنف والتحرش وغيرها من الممارسات بالتغلغل في ثقافتنا..