نسمع كثيرا في تربيه الاهل ترددهم لقول عيب
حتى اصبحنا نعتقد ان العيب يسبق الحرام
هل العيب اشد من الحرام....؟؟؟؟؟
هذا السؤال يعتبر بمثابة سؤال وجودي بالنسبة لي كفتاة، فمنذ أن بدأ الوعي يتكون لدي وأنا أسأل نفسي هذا السؤال : لماذا هذا التشدد في العيب والتراخي في الحرام ؟
لماذا يستسهل البعض القيام بالحرام ولكن يستصعب أن يقوم بتصرف معيب مجتمعياً ؟ وفطنت أن الإجابة على هذا السؤال هو أن هؤلاء الناس يخافون المجتمع أكثر من خوفهم من الله !
يخافون مخالفة عرف المجتمع حتى لا يتعرضوا للنبذ والإستبعاد ولكن لا بأس لديهم بارتكاب المحرمات لإرضاء هذا المجتمع نفسه .. إنهم يعصون خالق المجتمع والناس أجمعين !
لأن العقوبة المجتمعية الناتجة عن العيب تسبق العقوبة الآخروية الناتجة عن الحرام، فيخاف الناس العيب قبل الحرام، ولو نظر المرء للأمور بواقعية أكثر لرأى أن الناس ستحكم عليك مهما فعلت من الأمور التي قد تلاقي استحسانهم، ولذا فعليك عيش حياتك وفق ما ترتأيه صوابًا لا وفق ما يصنفه الآخرين
هل العيب اشد من الحرام
بالطبع العيب ليس أشد من الحرام ولكن نتائج العيب سريعة والقصاص يأخذه المجتمع في اللحظة ذاتها أما الحرام فحسابه مؤجل.
والمشكلة في نظري ليست في كون العيب أشد من الحرام إن أتفقا معًا. ولكن المشكلة عندما يختلفان
فعندما يكون الحلال عيبًا يتم التضييق على الأخذين به ومحاكمتهم مجتمعيًا بدون شبهة بل والتضييق على الآخرين بدون وجه حق تحت دعوى العيب.
وهناك قضية أخرى هي خوف الناس من نظرات وحديث الآخرين حتى عند اقتناعهم بصحة ما يفعلونه فنرى أمثلة مثل "كل اللي يعجبك وألبس اللي يعجب الناس"
فيما يعني أن طعامك شيء خاص بك وحدك أما ملابسك فهي تخصك أنت وكل من حولك وهكذا من التدخل في شئون الآخرين باسم العيب.
الحرام أشد من العيب طبعاً، لأن الحرام تحكمه علاقة بين العبد وخالقه أما العيب فتحكمه علاقه بين العبد والعبد.
والسبب الذي يجعل الكثير من الناس يقدسون العيب بصورة أكبر، هو أن العقاب يكون سريعاً فيه، حيث إذا فعل أحدهم شئ يقع تحت بند العيب أمام الناس فهو يقابل بالنقد والتقريع والإستهزاء ، على عكس الحرام الذي قد يفعله الإنسان في الخفاء متجرئا او ربما ساهياً.
ولو نظرنا لمفهومي العيب والحرام لوجدناهما يصبان في بوتقة واحدة وليس بينهما تعارض، ولكن العيب جزء من الحرام، لأن هناك بعض الأفعال لا يحرمها المجتمع وهي في نفس الوقت حرام.
لأن الانسان يميل للظهور في صورة مثالية امام الاخرين بشتى النواحي لذلك تجده يقول هذا عيب بغض النظر عن مدى صحة ذلك كي لا ينتقد من الناس او تظهر صورته بشكل غير تام المثالية وهذا بالطبع عائد لنزعة داخليه او تربوية بأهمية صورته وكلام الناس عنه بشكل مبالغ به ، وربما يكون لسبب اخر عدم وضع الله نصب اعيننا فيما نفعل فننسى ما قد احل وما قد حرم
التعليقات