البارحة قرأت مساهمة لأحد الزملاء هنا وهي موجهة للرجال، وكان يشارك بها زميلنا هذه الفقرة تحديدا وهي التي أريد أن أعلق عليها

حتى الهدايا لا تكثر منها ولا تهدي ما هو باهظ الثمن (حتى لو كنت غني) بل اهدي باعتدال فرصيدك لن يزيد بكثرة الهدايا او بقيمتها.
كرجل يكفي ما ستعطيه في بناء عش الزوجية وملحقاته.

الحقيقة استوقفني جدا، بصرف النظر عن أن تهادوا تحابوا، لكن كيف لا يهدي ما هو باهظ الثمن حتى لو كان غنيا، هل هي دعوة للحرص على شخص أو طرف من المفترض أنها ستكون زوجته وشريكة حياته، لدينا بمصر يقولوا بالعامية "كل واحد بيهادي قيمته" ورغم اختلافي مع هذه المقولة في بعض النواحي، ولكن أنا أهادي بقيمة الشخص بقلبي وقدر استطاعتي المالية بالتأكيد، يعني لن أغالي وأنا لا أستطع الدفع، ولن أبخل وأنا معي المال، وهذا بشكل عام ما بالك بشريك الحياة.

وفي نفس اليوم رأيت مشكلة تطرحها أحد اليوتيوبر على قناتها وهي تستقبل المشاكل الاجتماعية وتقدم حلول وتتلقى آراء الناس، بعيدا عن تأهلها لذلك أم لا، لكن المشكلة كانت متعلقة تماما بهذه النقطة، وهي زوجة متزوجة من رجل ذو وضع اجتماعي جيد جدا، يشتري لنفسه البراندات المختلفة وعندما يشتري لها يشتري الملابس العادية، عندما يذهبوا سويا للمطعم يختار لها الطعام ويكون طعاما عاديا، ويطلب لنفسه أغلى الأطباق، وآخر موقف وهي مريضة لم تتمكن من الطبخ فطلب لها الطعام من الخارج ولكم أن تتخيلوا ماذا أحضر لها؟ كشري مصري - هذه وجبة مشهورة بمصر لكن لا تناسب المرضى بالتأكيد- وذهب ليتناول الطعام عند والدته بمختلف الأنواع والمحمر والمشمر وبالصدفة علمت من أخته أنه هناك. ناهيك عن هذه التفاصيل، لكن الأنانية هذه هادمة للعلاقة، وقادرة على قتل أي مشاعر حقيقية حتى لو بدايتها.

لذا أنا ضد رأي زميلنا هذه كليا، فالعلاقة بين الطرفين بالخطوبة هي طور النمو وكلما كانت تنمو بشكل صحي ستكبر وتقوى، لا داعي للاحتياطات العليا وكأن خطيبته ستسغله، ولا داعي للإفراط الذي يفوق قدرات الشخص، فإن كنت غنيا وترتدي ساعة رولكس أو باتيك فيليب فلا تهاديها ساعة فرست كوبي، وإن كنت ترتدي حذاء من أديداس أو نايك لا تهاديها حذاء مصنع محليا.

وأنت عزيزتي هذه الأمور مهمة وتعكس طريقة تفكير الشخص الذي أمامك، فليس منطقيا أن تكونوا بموعد غداء بالشارع ويقدم لك العصير، أو تهاديه بعيد مولده بمعطر ذو ماركة عالية ويأتي عيد مولدك -وهو باستطاعته أن يرده لك الضعفين- ويقول لك، عذرا لم أتذكر، أو يبخل عليك بالاهتمام، فالبخيل بالمشاعر أكبر كارثة من البخيل بالمال، والاثنين لا تقبلي بهم إذا كنتِ تولين لهذه الأمور اهتماما.