يخطئ الطفل الصغير فيصرخ عليه أخوه الكبير، فتأتي أمّه قائلة: كيف تغضب من أخيك الصغير فهو "ملائكة الرحمان"، تنتشر صورة لعامل تنظيف في مواقع التواصل الإجتماعي ثم يوصف ب "البطل".

خرجت النساء في الحراك الذي شهدته الجزائر، فصرن مجاهدات ووصفهنّ بالنساء الحرائر…، وتنتشر صور للمعلمين ويوصفون ب "الرسل"

جاءت كورونا فأطلق على الأطباء والممرضين بالجيش الأبيض، أليس في ذلك مبالغة؟

يؤدي الجميع وظيفته وواجبه تجاه أهله ووطنه، وهذا أقل ما يمكنه أن يقدّمه … إذن لماذا كل هذا التبجيل وإطلاق مصطلحات فخمة على أشخاص يؤدون عملهم؟

انتشار هذه الأوصاف بهذا الشكل يؤثر سلبًا ويخلق فجوة بين الإنسان وواجباته، فالجميع يعمل ويتعب ويساعد أخاه الإنسان، وهناك الكثير ممن يؤدون أكثر من واجباتهم ولا أحد يدري عنهم.

ألا ترون أنّ صفات التبجيل والتفخيم هذه تخلق نوعا من النفاق الإجتماعي؟

قد لا يظهر أنّ إطلاق ألفاظ التبجيل هذه يسبب فجوة، لكنّ الأولى إنزال النّاس منازلهم دون المبالغة في المدح والإطراء ولا في الذمّ والانتقاص، والحكم بكل موضوعية وحياد.

ولعلّ من أكثر الجمل التي قرأتُ في هذا الصدد 

 "‏التبجيل المبالغ فيه بداية العبودية" وهي جملة مثيرة للجدل، وقد يرى البعض أنّ فيها مبالغة أيضًا، لكنّ إطلاق الأوصاف بهذه الطريقة سيجعل الأجيال تتوارثها، وتكررها حتى تصبح قناعات ومبادئ.

كيف تنظرون إلى الأمر؟ وهل رأيتم مواقف فيها من المبالغة في الوصف وإطلاق ألفاظ التبجيل ما يفوق حقيقته؟