لا يمكننا الاستغناء عن تكوين علاقات جديدة وبناء الصداقات والود مع الآخرين، هذا من شأنه أن يقلل الضغوطات التي نشعر بها. لماذا يتعرض البعض للنبذ؟ وهل هم السبب في نبذهم؟ من أسوأ المشاعر التي يمكن أن نجعل شخص يشعر بها هي مشاعر النبذ.

في الآونة الأخيرة زادت المواجهات والدفاعات أكثر عن مواجهة مشاكل العلاقات الإجتماعية كالتنمر والعدوان والنبذ الاجتماعي.

أرى أن زيادة تسليط الضوء على هذه المشاكل جعلها تتفاقم أكثر، وتوليد ضغط أكبر على البشر.

فما هو النبذ؟ يمكننا تعريفه على أنه تجاهل أو إقصاء بالرفض لشخص من قبل شخص آخر أو مجموعة، سواء بالتعامل الصامتة أو تجنب ملاقاة العين أو حظر معلومات عن هذا الشخص.

النبذ بدوره أن يعيق قدرتنا على الإنتاجية والنجاح، والحفاظ على علاقات إيجابية مع الآخرين.

ما هي أسباب النبذ؟

أرى أنه من أهم الأسباب قلة ثقتنا بأنفسنا، إذ تجعلنا نبحث عن الثغرات والأشياء غير المكتملة في علاقاتنا، وهذا ما يدفعنا للتقليل من شأن أنفسنا، ودنو طرفنا في علاقاتنا مما يعزز لدينا شعور النبذ.

كيف تُختار ضحية النبذ؟ شخصيتنا هي من تحدد إلى حد كبير اختيارنا كضحية جديدة أم لا لممارسة النبذ الاجتماعي.

وحسب the victim precipitation theory هناك عوامل خمسة في الشخصية تحدد قابلية الشخص ليتعرض للنبذ وهم:

- المقبولية ودرجة الانسجام الإجتماعي وانخفاضها يدل على قلة التعاون والعدائية.

-الضمير الحي والكفاءة الذاتية والعاطفية وينعكس انخفاضها على تدني التركيز على جودة العمل.

-الانبساطية وقدرة الشخص على التعامل بإيجابية. ماذا يتوقع عند انخفاض مستواها؟ قد يتسم غير المنبسطين بالانطواء والتحفظ والهدوء.

-العصابية ودرجة الانفعال السلوكي وتنعكس على قدرتنا العصابية في شن ثورات الغضب والتوتر، وهذا ما يخفض إنتاجيتنا وقدرتنا على إدارة عواطفنا واتخاذ قرارات.

-الانفتاح على الخبرة والخيال الواسع والنضج العقلي، وبالتالي الدرجات المنخفضة منها يتميز أصحابها بالبعد عن التعامل والانخراط مع الآخرين.

للأسف التعرض للنبذ سبب رئيسي في صوت الموظف الحانق، والاستنزاف العاطفي وسلوكيات الانتقام التنظيمي. لهذا كان سؤال مساهمتي كيف نخترق الدوائر الجديدة ونواجه النبذ؟ نتيجة لانتشار هذه الكارثة النفسية والمجتمعية بشكل كبير وفي صور مختلفة.

هل تعرضتم للنبذ من قبل؟ وكيف يمكننا التصدي لهذه المشكلة؟