أذكر موقفا غريبا وقع معي منذ بضعة أشهر, كنتُ أتفقد صورا قديمة في هاتفي تعود لمرحلةِ الجامعة، و توقفتُ عند إحداها جَمعتني بصديق قديم, و مرّ بخيالي شريط قصير يجمعني بذلك الصديق و بعض الذكريات الجميلة...بعدها أغلقتُ هاتفي و تركته يرتاح منّي قليلا. مرّت دقائق معدودة, و بينما أنا مستلقٍ سمعتُ هاتفي يرنّ و كانت دهشتي كبيرة و أنا أكتشف أن المتصل ليس شخصا آخر غير صديقي الذي فرقتْ بيني و بينه دروب الحياة و مَتاهاتها.

ربما يكون قد حصلَ معك سيناريو مُماثل, مثلا أن تكون جالسا أنت و صديقك في المقهى تَنهشان و تلتهمان لحمَ أحد أصدقائكم (فلنُسمّه جعفر مثلا), و بينما أنتما تسردان مساوِئه و كيف بدلته الوقت و الفلوس و جعلتْ منه شخصا متكبرا "ماتهزوش الارض" كما نقول بلهجتنا المغربية. فجأة يُطلّ عليكما سي جعفر بطلعتِه البهية قادما مبتسما نَحوكما. فتهمسُ في أذن صاحبك بصوت خافت شرير : " لن تتوقع من يتقدم نحونا, إنه الغالي جعفر!"...و عندما يقف أمامكما و يسلّم, تخبره بنبرة تفوح نفاقا و أنت تُعانقه و تبوسه : "يا سبحان الله يا أخي جعفر تخيل أننا كنا نقول أن هاته الجلسة الماتعة لا ينقصها سوى جعفر و ها أنت تطل علينا".

بعد بحث بسيط اكتشفتُ أن هاته الظاهرة الغريبة اسمها "التزامنية" "synchronicity" و هي من أكثر الأمور غموضا التي يهتم بدراستها علماء الباراسيكولوجيا...و هناك عدة أمثلة نشهدها في حياتنا حيث نعيش مصادفات تكاد لا تصدق.

فمثلا تُحسّ بانقباضً غريب في قلبك و بحزنٍ مفاجئ و تمر بضع سويعات بعد ذلك حتى تسمع خبرا مفجعا حول وفاة أحد أحبائك. أو مثلا تكون قد قررت المشي صباحا في غابة مجاورة و قُبيل أن تنطلق تسمع صوت ريح غريب يبث في نفسك قشعريرة فَتُغير رأيك و لا تذهب لتلك الغابة... و بعد أيام قليلة تسمع بجريمة قتل بشعة وقعت وسط تلك الغابة.

هناك أيضا مواقف تمر عليك و تتخيل كأنك اجتزتها سابقا, لا أدري هل العلم يفسر كل هذا أم لا? هل هي مصادفات ذات معنى أم ماذا؟ الله أعلم...

ماذا عنكم يا أصدقاء, هل وقعت معكم مصادفات غريبة تودون مشاركتها??