الذات

 الذات الحيوانية 

لا أؤيد إطلاق أي شيء يخص الحيوان على الإنسان، صحيح أن الكثيرين يطلقون على الإنسان حيوان ناطق لإن تركيبة نموه تشبه الحيوانات في مراحل نموهم، ولكن قال تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم" لذا لا أتفق مع هذا التعبير نهائيًا ,افضل تبديله بالنفس الأمارة.

للإنسان ذات واحدة ولكن تتعدد صفاتها، لذا فإن من صفات النفس البشرية أن تكون لوامة وأمارة بالسوء ومطمئنة.

تتألف النفس البشرية من هذه التركيبة المعقدة، ولكن لا ينفرد أي مكون من مكونات النفس بسلوك الإنسان، بل إن سلوك الإنسان هو توليفة من هذه الذوات الثلاث، وبرغم الاختلاف الشديد بين هذه الذوات وأحيانا تناقضهم الصارخ، إلا أن هذه التوليفة هي التي تميز الإنسان وتصبغ عليه صفاته. فنحن لسنا ملائكة لا نستطيع العصيان، أو شياطين لا نستطيع الطاعة، أو بمعنى أدق لا نقبلها، ولا حيوانات غير مكلفة، بل إننا بشر مكلفين ولدينا حرية الاختيار بين الخير والشر، ولدينا القدرة على ممارسة الخير والشر وهذا هو سر تميزنا و تفردنا.

لو افترضنا ذلك فكأن شيطان الذات الحيوانية سينتصر دائماً لأنّ المثالية ضعيفة جداً (كما أوردتَ بالنصّ)

أتذكر أنني أخذت هذه التصنيفات في مادة علم النفس خلال دراستي الجامعية، وأتذكر الحديث عن الأنا والتي تقترن

ب self esteem وهو كيفية رؤيتك لنفسك ومدى تقديرك لها، وكنا ندرس تأثر الأنا عند بتر القدم أو اليد، وما لا يمكن تخيله أن المريض جسديًا دائمًا يعاني من تشوه في الأنا الخاضعة لمعايير المجتمع والعرف، ولذا فيجب أن يخضع الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات كبيرة في صحتهم لعلاج نفسي يساهم في ترميم الضرر الحاصل للأنا.

أتذكر مثال على مفهوم الانا وأنواع الذات..

إن عندما يشعر الانسان بالجوع فتتحرك بداخله غريزة البقاء وهذه الغرائز لا يمكن كبحها أو مقوامتها(ID) وهنا يحاول الانسان أن يأكل أي شئ ولكن لابد لهذا الطعام أن يتناسب مع القيم والاخلاق ومبادئ الشخص وعدم ارتكاب أي شئ خاطي مثل تناول اكل الخنازير (Super EGO) فتحاول (EGO) اشباع الرغبة والغريزة دون الاخلال بالأنا العليا فتأكل طعاما مطهي وحلالا دون الامساس بإي شئ يخالف الأنا العليا...

لذا لابد من عمل هذه الانواع فى تناسق وتناغم حتى لا تطغي واحده منهم على الاخري وتنشأ مشاكل نفسية كثيرة