"الصورة خير من ألف كلمة" لعلّ الكثير قد منّا سمع بهذه المقولة التي لا أعلم بالضبط من قائلها، فهناك من يقول بأنها ذكرت لأول مرة في صحيفة أمريكية تدعى سان انطونيو اكسبرس  والبعض الآخر يرى أنها تعود إلى القرن التاسع العشر عشر عندما تم ذكرها لأول مرة في رواية "الآباء والبنون" للروائي إيفان تورغينيف، الروايات مختلفة حول مصدرها ولكن ما يهمنا حقًا هي المقولة نفسها وأبعادها و لماذا يرى البعض أن تأثير الصور يفوق الكلمات؟ 

عندما نرى صورة لأحد الفقراء على سبيل المثال نتعاطف معه، وربما نهب لمساعدته في حين أننا لو اكتفينا بقراءة خبر عن هذا الفقير قد لا يكون التأثير نفسه، ولو أسقطنا هذا الأمر في مجال التعلّم، سنجد إن كانت المعلومة على هيئة صورة، سنتذكرها بسهولة أكبر من الكلمات وكذلك الأمر ينطبق على مجال التسويف

هذا يسمى في علم النفس بتأثير تفوّق الصورة (Picture Superiority Effect) وهو انحياز سلوكي يفيد أن دماغ الأنسان يستقبل الصور بسهولة، ليس هذا فقط بل يحتفظ بها إلى مدة أطول من أن تأتي المعلومات شفهيًا أو كتابيًا. 

"آلان بافيو" عالم النفس فسّر هذا التأثير بنظرية الترميز المزدوج والتي تفيد بأن ذاكرة الانسان أكثر فعالية في تخزين الصور كون الصور تحظى بالترميز أو التشفير المزدوج. ف عندما تستقبل الذاكرة  المعلومات على هيئة صور فأنها تولّد رموزًا شفهية ومرئية في الآن نفسه.

لكن ما دفعني إلى التطرق إلى هذا الموضوع تساؤل راودني مؤخرًا وأردت أن نتشارك الآراء حوله وهو هل حقًا دائمًا الصور خيرٌ من ألف كلمة؟ أو بالأحرى هل يمكن أن تحل الصور مكان الكلمات؟ 

حقيقًة عندما أسمع برأي لأحد العلماء المختصين في مجال علم الحاسوب يدعى "جون مكارثي" وهو ينتقد هذه العبارة وبشدة ويقول: "كما يقول الصينيون، قيمة 1001 كلمة تساوي أكثر مما تساويها الصورة".وهناك دراسة تفيد بأن المعلومات التي تأتي على هيئة كلمات أفضل في تغيير آراء الناس حول بعض القضايا بعينها على المدى الطويل ؛ قد تنتابني الحيرة في ذلك و أدخل في دوامة من التناقضات 

لِذا أتحفني برأيك حول المقولة؟