لهذا السبب، لم ينقل العرب الأدب المسرحي عن اليونان.

هل تتفق مع توفيق الحكيم في أن هذا هو السبب في عدم نقل العرب للأدب المسرحي؟

أتفق معه، ففي المرات التي قرأت فيها نصوصًا مسرحية لم استمتع بها كما الروايات، فقط كل ما وجدته هو الحوار الطويل، وتخيل الممثلين يرددونه على خشبة المسرح.

لقد زار بعض العرب أوروبا كامرؤ القيس و رأوا المسرح، فلماذا لم ينقلوه. ببساطة لأن المسرح أساسه هو الاستقرار، و هذا ما افتقده العرب آنذاك.

ربما وجدوه لا يتشابه مع الثقافة العربية حينذاك، وخصوصا وأن المسارح لا تحتاج إلى الاستقرار بمعناه الصحيح؛ فيمكن للممثل أن يرتحل من منطقة لأخرى، ويقدم عروضه المسرحية في كل مكان حتى لو فوق بقعة خشبية صغيرة، وبسيطة.

الإجابات التي سبق أن طرحناها أنا والمستخدمين الكرام لا يمكن أن نطلق عليها محاولات أستاذة فردوس، وذلك نظرًا لأني تطرحين سؤالًا له العديد من الأوجه، لذا فما طرحناه من وجهات نظر ليس له ميثاق أو سياق محدد يجب أن نلتزم به كي تكون الإجابة سديدة أو خاطئة. ما ذكرته من أسباب هو رأي أطرحه من وجهة نظري، لا إجابة أعني بها الصواب أو الخطأ، وإجابتك وإجابتك الأستاذ الكبير توفيق الحكيم هي مجرّد آراء أيضًا، لذا لا يمكننا أن نجزم بأن المستخدمين "لم يصلوا لإجابة رغم المحاولات الجادة". إنه مجرد طرح.

بداية، لما يجب بالأصل الاهتمام بنقل المسرح اليوناني لدينا؟

ففي النهاية هو مجرد ثقافة لصيقة بهم، يجب أن يتم نقلها لدينا في حالة موافقة تجليات تلك الثقافة لدينا عربيا، من عادة العرب قديما عدم الجلوس ومشاهدة شخص يؤذي، والمسرحية قد تتضمن النساء، وهو الأمر الغير المقبول لا أخلاقيا ولا عقائديا..

حتى ثقافة المهرج التي كانت لدى العصر الفكتوري وطبقة النبلاء، بجلب شخص ليضحكك وترمي له نقوذا، لم تكن لدينا، ببساطة لأنها لا يمكن لها أن تذوب مع ثقافتنا..

ومسالة الاستقرار إن صح القول، فهي مقتصرة وسطحية إلى حد كبير، لا يمكن أن نعزي الأسباب إلى مادية بإرجعها للمسرح وتوفره، بقدر ما يجب أن يكون هنالك نوع من التوافق بيننا..

اليس لدينا تمثيلات مسرحية اصلاً؟ ام ان سؤوالك يقصد امرا اخر؟

هل تتفق مع توفيق الحكيم في أن هذا هو السبب في عدم نقل العرب للأدب المسرحي؟

سبب وجيه، لأنّ المسرح لايحتاج كثيرا الى الحس الابداعي و جمال الكلمات بقدر مايحتاج ابداعا في التمثيل و تجسيدا للسيناريو وجعله أقرب للحقيقة.

ببساطة لأن المسرح أساسه هو الاستقرار، و هذا ما افتقده العرب آنذاك.

لا أوافقك هنا، بالعكس، تقديم المسرحيات لا يحتاج استقرارا ، ففي القرون الماضية نجد عدة فرق جوّالة كانت تجوب أماكن مختلفة لتقدّم عروضها، لذا فعدم الاستقرار ليس عائقا وانّما كان بامكانهم استعماله لصالحهم. أظن أنّ عدم اهتمامهم بالمسرحيّات لم يحفّزهم على انشاء مسارح