منذ أيام انتشر مقطع لطبيب مصري في إحدي المستشفيات يقوم بإهانة ممرض مسن والتقليل منه وجعله يقوم بحركات بهلاونية منها القفز على الحبل حتى، إلى أن وصل الأمر لأمره بأن يسجد للكلب. البعض يقول أن ذلك حدث بعدما علم الطبيب من سخرية الممرض من أنه سيأخذ كلبه في نزهة للساحل الشمالي. متهمًا الممرض بإنه يهينه ويهين كلبه.
السؤال الذي يطرحه الموقف الآن: لماذا قبل الممرض الانصياع للمريض؟
في البداية تبدو الإجابة بديهية حيث أن الطرف الأضعف ينصاع دائمًا للطرف الأقوى، ومن الطبيعي مجتمعيًا أن يقبل الممرض بسوء معاملة الطبيب لإنه الأعلى سلطنة ومكانة. توزيع السلطة واحد من أهم المؤشرات التي وضعها هوفستيد في نظريته لقياس الفروق الثقافية بين المجتمعات والتي سميت باسم الأبعاد الثقافية. هذا المؤشر ببساطة يقيس التوزيع العادل للسلطة في المجتمع ويقيس مدى تقبل الأفراد الأضعف في حلقة السلطة (ابن، ابنة مقارنة بالأم والأب، زوجة مقارنة بالزوج، أخت مقارنة بأخيها، عامل مقارنة بمدير أو موظف) وهكذا قياس نسبة كل شخص للاحتكام لسلطة ما في حياته.
هؤلاء الذي يعيشون في بيئة يتواجد فيها توزيع غير عادل للسلطة لا تجد ابنًا يعارض أبيه خوفًا من سلطته وخوفًا من المكانة الدينية التي منحت له، وربما يكون الأب يستغلها أسوأ استغلال. مجرد الرد على مدرس يتحدث عبارات مهينة في المدرسة سيعتبر غير مقبول وأنك قليل التربية، لذا ستظل كشخص تمشي منصاعًا لأي شخص صاحب سلطة لأنك اعتدت على وجود سلطة يساء استخدامها في حياتك بداية من الوالدين نهاية بالطبيب الذي يرأسك! إذن يبدو أن فكرة انصياع الرجل المسن للسلطة الممنوحة للطبيب لم يكن شيئًا مستجدًا عليه ليرفضه، وإنما هو شئ تجذر في داخله من الطفولة.
التعليقات