يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
حين سكت أهل الحق عن الباطل ، توهم أهل الباطل أنهم على حق
هل حدث معك موقف حيث كتمت الحق لسبب ما؟
أهلًا أيوب.
شكرًا لك على فقرة الاعترافات الجميلة هذه.
كنت صغيرًا، وحتى الآن رغم كل محاولاتي لا املك الغفران لنفسي. كان لي صديقان عزيزان، وكان أحدهم أقرب لي، حدثت مشكلة بينهما ( بسبب بنت بالطبع) وكنت أنا ضلع مشترك كحكم محايد أمام الأهل، لكنني انحزت لصديقي الأقرب أمام الحق، فكان هو المخطئ من ساسه لراسه، لكن شهادتي برأته وألبستها لصديقي الآخر! كان الامر هينًا، تعلم مراهقون، لكن هذا أحد الأمرين الذين ندمت عليهما في حياتي كلها، ولن اندم على غيرهما. وان سألت، فالآخر هو عدم اهتمامي بأسناني منذ طفولتي كما يجب.
أخبرني انت، هل حدث وكتمت حقًا يومًا ما؟
تتعدد الأسباب لمثل هذا الموقف يا صديقي، أعتقد أن الإنسان قد يتعرض لمواقف عديدة مشابهة.
لا أذكر أني تعرضت لمثل هذه المواقف قريباً، لكني أتذكر أن ذلك كان يحدث في فترة الدراسة بالمدارس والجامعات، كنا لا نستطيع الكلام حتى لا نتعرض للأذى.
ولكن أليس ذلك مبرراً بحسب رد الفعل المتوقع؟!
ولكن أليس ذلك مبرراً بحسب رد الفعل المتوقع؟!
ترك الحق لا يكون مبررا ابدا، خصوصا اذا كنت تعلم أن ما تقوله حينها قد يكون مؤثرا.
في أحد المرات أتي إلينا عميد الكلية وأخبرنا إن كان هناك دكتور أو معيد يسبب المشاكل للطلاب، فانفجر الطلاب بالشكوى، وفعلا تم فصل المعيد في الأسبوع التالي
هذا يحدث كثيراً في مجتمعاتنا للأسف، وهو سبب في انتشار الكثير من المفاسد، حتى أن شاهد الزور أصبح وظيفة يتكسب منها بعض المتعطلين على أبواب المحاكم
أما بالنسبة لحياتي الشخصية لا أذكر أني تعرضت لهذا الموقف من قبل، فأنا يمكن وصفي كما يُقال في مصر "دبش" لا يمكنني إخفاء الحقيقة أبداً حتى في أتفه الأمور، وهذا يسبب لي مواقف محرجة اجتماعيا أحياناً، مؤخراً بدأت أتعلم أن أزين كلامي ببعض المجاملات الاجتماعية حتى لا أبدو فجة
ماذا عنك؟ هل تعرضت لهذا الموقف من قبل؟
أما بالنسبة لحياتي الشخصية لا أذكر أني تعرضت لهذا الموقف من قبل، فأنا يمكن وصفي كما يُقال في مصر "دبش" لا يمكنني إخفاء الحقيقة أبداً حتى في أتفه الأمور،
هذا قد يكون حال الكثير سارة، ولكن هل يظل موقفك كما هو وقدرتك على الحقيقة كما هي إن كان الطرف التي ستشهدي ضده بالحقيقة أخيكِ أو أختك أو أبيكِ مثلا وشهادتك هذه سينال عليها جزاءً كبيرا، لا قدر الله مثلا السجن أو الفصل من العمل.
لم أتعرض لموقف مشابه من قبل، لذا لا أريد أن أكون مثالية وأقول أنني لا يمكن أن أخفي الحقيقة مهما كان، فأنا أعلم جيداً أن الكلام النظري شيء والواقع شيء آخر، ولكن أعتقد أنني لن أشهد زوراً وإنما بإمكاني أن أطلب اعفائي من الشهادة، خاصة وأن عادة القانون لا يطلب شهادة الأقارب من الدرجة الأولى نظراً لعدم إمكانية التأكد من حياديتها، إلا إذا كانا خصمين أو طلب أحد الخصمين شهادة شخص بعينه بالاسم، أدعو الله أن أكون في موقف مشابه، وماذا عنك؟ ماذا تعتقد سيكون تصرفك إذا كنت في موقف مشابه؟
يبدو أنني أشبه سارة التي علقت هنا، فلا استطيع اخفاء الحق اطلاقًا، ناهيك بأن لا أملك القدرة على المجاملة
وربما هذا ما يعرضني لمواقف قد تكون مؤلمة أحيانًا.
ممن حولي سواء كانوا من الأقارب أو الأصدقاء ينصحوني بأن أكتم بعض الأمور التي قد تبريء شخص ما تعرض لظلم من قبل الآخرين ولكن أرفض ذلك.
الحق يقال ولو على رقبتي، فالشخص الذي تعرض لظلم بالتأكيد لن أنتظر أن يتعرض لظلم أمام عيني، لِذا لم أذكر أنني كتمت الحق.
لا أكتم الحق غالبًا و لكن هناك بعض الظروف التي تجبرك على السكوت حتى و إن كنت تعرف الحق، و إن أردت التكلم أيضًا لا تجد من يسمعك أو يعطيك فرصة لذلك .
أتذكر عندما كنت في الثانوية العامة قامت المعلمة بتوبيخ طالبة توبيخًا شديدًا أمامنا جميعًا بحجة أنها حاولت الخروج من المدرسة مع أنها لم ترد الخروج منها بينما كانت تذهب لرمي القمامة في المكان المخصص لها طلب منها البواب أن تغلق الباب لأنها الأقرب منه، وعندما رأتها المعلمة قامت بتوبيخها بعد وقت قصير في الفصل أمامنا جميعًا و أنا كنت بمرافقتها في ذلك الوقت و لكن عندما ذهبت لتعلق الباب ذهبت أنا لشراء زجاجة ماء و ثم ذهبنا للفصل .
لم تسمح المدرسة لي بالكلام حتى و وبنتها أمام الجميع .
حاولت مرارًا التحدث و لكنها هددتنى بالإقصاء خارج الفصل.
التعليقات